لا شك أن أهم ما قد تقوم به أي أم هو الاهتمام بتغذية طفلها الصغير، خاصة وأن نوع الغذاء سيساهم في تطوير مهاراته، ولنمو صحي، بدني ونفسي سليم.
وتتنوع عادات التغذية خاصة مع التطور التكنولوجي، وإرغامنا على التعايش مع واقع الحياة السريعة، ما يؤدي إلى حيرة تعيشها الأم العصرية، خاصة وأن كثيرات يعزفن عن الرضاعة الطبيعية رغم أهميتها. هذا الأمر أدى إلى اهتمام منظمات دولية بقضية الرضاعة الطبيعية، لما لها من فوائد جمة للأم ورضيعها.
يخبر تقرير لليونيسف على موقعهم الإلكتروني بأن الرضاعة الطبيعية الحصرية هي السبيل المثالي لتوفير أفضل غذاء في الأشهر الستة الأولى من عمر المولود، بحيث تعود بالفائدة على الأطفال في مختلف أنحاء العالم. ولكن الرضاعة الطبيعية هي أكثر من مجرد الغذاء وحده؛ فالمواليد الذين يرضعون طبيعياً تقل كثيراً احتمالات وفاتهم من جراء الإصابة بالإسهال، أو أمراض الجهاز التنفسي الحادة، أو أمراض أخرى.
فالرضاعة الطبيعية تدعم الجهاز المناعي للرضع وتساعد على حمايتهم من الإصابة بحالات مزمنة في مرحلة لاحقة من عمرهم، من قبيل البدانة والسكر. وتؤكد اليونيسيف بأن الأمهات اللواتي لا يقمن بالرضاعة الطبيعية، مسؤولات عما يقدر بـ 1.4 مليون حالة وفاة سنوياً في صفوف الأطفال دون سن الخامسة، وفقاً لسلسلة التغذية التي أصدرتها مجلة لانست في العام 2010.
وتشير أحدث البيانات إلى أن 38 في المائة فقط من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من صفر إلى 5 أشهر في العالم النامي يرضعون رضاعة طبيعية حصرياً، وأن ما يزيد قليلاً على نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 6 إلى 9 أشهر يرضعون رضاعة طبيعية إلى جانب إعطائهم أغذية تكميلية، وأن 39 في المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 20 إلى 23 شهراً يحصلون على رضاعة طبيعية متواصلة.
ولا بد أن تسهم الشهور الأولى من تغذية الطفل في تحديد وضعه الصحي لحياة قد تطول، إلا أن خبراء التغذية ينصحون الأم بعد الأشهر الأولى بإضافة الأغذية المكملة لينعم الطفل بصحة أفضل. ولا شك أن هذا الأمر يعد تحدياً أمام أي أم جديدة في الأمومة.
والتغذية التكميلية الوافية للأطفال من سن 6 أشهر إلى سنتين هامة على وجه الخصوص للنمو والنماء وللوقاية من نقص التغذية، فنقص التغذية في مرحلة الطفولة مازال مشكلة صحية رئيسية في البيئات الفقيرة من حيث الموارد، ويعاني ما نسبته ثلث الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات في البلدان النامية من التقزم (مع انخفاض الطول المناسب للعمر)، في حين تعاني نسب كبيرة أيضاً من الأطفال من نقص في واحد أو أكثر من المغذيات الدقيقة