قمة التحدي الشجاعة

بغداد اليوم ليس بغداد الأمس، وهي تحديدا ليست بغداد عام 2004 أو 2005 ، فلقد بدأت تسترد عافية أمنها، وتتنفس نسيم لياليها الساحرة، ولم تعد تغمض جفنيها في الرابعة عصرا. ومهما شوهت بعض وسائل الإعلام الباحثة عن الإثارة وجه بغداد بتقارير الزيف القاتمة وغير المنصفة، فان الواقع على الأرض يبشر بالمزيد من الأمن والاستقرار، والتحولات ما زالت تبعث الأمل وان كانت تجري بخطى حثيثة. وها هي بغداد تفتح ذراع قمتها لاستقبال القادة والزعماء العرب مع ان الكثير من جراحها لم تندمل بعد، والكثير من نيرانها لم تنطفئ نهائيا.
وحتى لو افترضنا، تماشيا مع بعض وسائل الإعلام، ان بغداد ما زالت مدينة أشباح ومقابر، وميادين اقتتال، وساحات قتل وتفجير وقنص، وانها ما زالت في قبضة العنف والارهاب تتخاطف مقاديرها وشؤونها عصابات القتل والخطف والسلب، ألا تحتاج، وهي في هذه الأزمة، لوقفة اشقائها العرب في محنتها الافتراضية هذه؟ أليس من الواجب القومي، والانساني قبل ذلك، ان يقف العرب جميعا مع أحدى عواصمهم العريقة من كل الجوانب والوجوه؟ ثم ماذا سيقول العرب للتاريخ إذا ما تركوا بغداد تعالج أحزانها وحيدة؟
أعترف شخصيا، اني ما زلت أنظر بفخر واعتزاز لكل السياسيين الذين زاروا مدنا ترتفع فيها ألسنة لهب التناحر والصدامات المسلحة، ويقف مصيرها ومستقبلها على كف عفريت. كان بودي، لولا ضيق مساحة هذا العمود، ان اسرد الكثير من قصص الشجاعة التى تحلى بها مسؤولون دوليون، عندما زاروا عواصم كل زقاق فيها ينذر بالموت والخطر. ومن بين هؤلاء، على وجه الدقة والخصوص، مبعوثو الأمم المتحدة، الذين زاروا بلدانا في أوج احتراقاتها العصيبة شرقا وغربا، وكذلك بعض السياسيين الذين قاموا بمهام مماثلة كزيارة وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير لبيروت عام 2007 ، في وقت كان فيه اللبنانيون يستعرضون عنف عضلاتهم، ويشيدون المتاريس لحرب جديدة قبل خوض انتخاباتهم الرئاسية، و كان آخر هؤلاء السيد كوفي عنان الذي زار دمشق مؤخرا، ودمشق تتقاذفها الاضطرابات والفتن، وتذكي نيران حرائقها وسائل الإعلام والتدخلات المتنوعة، فتميل بدفة مستقبلها ومقدراتها ذات اليمين وذات الشمال.
باعتقادي ان العرب لا يقلون شجاعة، ان لم يكونوا اشجع من أولئك الذين تجشموا عناء السفر والخطر من أجل موقف، أو مواقف، سيكتبها التاريخ بحروف من ذهب. فليس هناك أفرض وأفضل من وقفة لزعيم أو مواطن عربي وهو يزور مدينة تنهض من رماد موتها، ليصطف مع اهلها وهم يدفعون عجلة حياتها لتدور من جديد، لا سيما بعد ان بذلت بغداد الغالي والنفيس، وسخرت جميع امكاناتها وقدراتها من أجل ان يجتمع العرب تحت آمال قمتها على الرغم من كل التحديات والمعوقات الداخلية والخارجية التي يواجهها العرب عموما والعراقيون خصوصا، وهي تختلف حتما عن القمتين السابقتين اللتين عقدتا في بغداد لأنها قمة التحدي والشجاعة بمعنى الكلمة لبغداد وضيوفها العرب.

_كل الشكر علاوى .......

............
...............

سلمت ايدك على الخبر ياورد

مشكور عليوي

جآك سبآرو كتب:: _كل الشكر علاوى .......

............
...............

منورني جاك مشكور
للمرور

عراقي غيور كتب:: سلمت ايدك على الخبر ياورد

منورني حبيبي

ريم الحساوي كتب:: مشكور عليوي

ريم هلا بيج
شكرا للمرور

شكرا الك علاوي على نقل الخبر

كل الشكر للمرور

عاشت الايادى شكرا على نقل الخبر