_اخر الرجال الصالحين ...
_سار بين الشوارع فى بلدتة التى يعشقها ...وهو ينظر بكل اتجاة وترتسم علامات الحزن على وجهة
وعلى كل التجاعيد التى خلفها الزمن وكانت احرف الكتابة مشابهة لطلاسم المر والاحزان ...شفاهة
ذابلات وعليها ابتسامة الحزن والامتعاض ...ظهر مثقل بالهموم فبين هم الديون ...والتفكير بالقادم
وبين طفل يشكى الجوع ..وبنت ..تحتاج الى ملابس شتوية ...وبين زوجة تمتلك ثوبين احلاهما مقطع
وبين ام تنتظر بفارع الصبر قنينة دواء ..وطلبها من صغيرها الرجل الذى تعدى سنة الاربعين بقليل ليجد
نفسة حائر من اين ياتى بطلب امة علبة دواء ..وسلة فواكة لا يمتلك من ثمنها الى احلام ..كلها امل
بالله فقط ..
_مشى صاحبنا اخر الرجال الصالحين ..بين روائح ..الشورما العربية ..وبين رائحة ..المشويات ..وهو يرى
ان كل العاملين فى بلدتة لا يعرفهم كلهم غرب لا يعرف منهم احد ..فكيف يطلب مساعدتهم .؟؟؟
_وقف حائر يتلفت بين كل السنين ويبحث بين الوجوة القديمة فى كل ذكريات حياتة لعلة يذكر من يساعدة
او ينقذة هو وعائلتة الجائعة العارية ..ويلتفت الى كل زوايا المكان باحثا عن واقع وحقيقة المكان الذى ما
عاد يذكرة ...حتى طال وقوفة ..وانسابت من اعالى شموخ العز دمعة ..قطرة ...لمعت فى وجنتية ..ففاح
منها عطر الرجولة ..وعطر الاحزان المتراكمة ..فاخذ بمنديل الصبر ليمسح ما تبقى من كرامة حتى لا يراة
الغرباء فتهدر اخر قطرات اخر الرجال الصالحين ..فلم يملك الا ان يرفع عينة للسماء ويناجيها باكيا
ويخبرها ايتها السماء ...قد استسلمت ...واعلن انسحابى من المشهد ...لكن لا تفضحينى ..ولا تشهدى علية
الغرباء ..فانى غريب فى وطنى ..حتى انى غريب بين اهلى ...
سمعت السماء صوتة ..وردت قائلة صبرا صبرا ..فلك منى ما تشاء ..فلم يبقى غيرك اراهن علية ..فتحمل
هذا البلاء ..وانتظر قليلا فلك ما تشاء ..فبعدك الطوفان ..والفناء ...
_وسار صاحبنا على استحياء ليزيد من الهموم همومة ..وليحمل من كل انواع الاحزان صنف ..ويحمل فى يدة
جمر الاسى وبقلبة بركان القهر ...
وليعود الى امة وزوجتة وابنة وابنتة ...ليدخل عليهم بما منت علية السماء صابرا محتسبا ..حتى يجد الكل قتلى
وقد دمرتهم قذيفة لا يعرف مصدرها ..حتى انة لم يبقى من الكوخ الا كومة من التراب ..ولا اثر لاى حلم ....
رحلة مع اخر الرجال الصالحين ...
_جاك سبارو ...