سيقترب كويكب متوسط الحجم تقدر مساحته بنصف مساحة ملعب كرة القدم ويحمل الرمز " دي آيه 14 2012" 2012 DA14 من كوكب الارض مسافة خطرة تصل الى 17200 ميلا فقط من سطح الكرة الارضية، لكن في نفس الوقت لا توجد اي خطورة من اقتراب هذا الكويكب من الارض واصطدامه بها
الفلكي "دون يومانز" Don Yeomans من "برنامج مشروع ناسا للاجرام السماوية القريبة من الارض" NASA's Near Earth Object Program قال ان وكالة الفضاء الامريكية "ناسا" لم ترصد اي كويكب يقترب من الارض بهذا الحجم وبهذا القرب الشديد من الارض منذ تسعينيات القرن العشرين الماضي حيث انه سيمر بمسافة اقرب الى الارض من اي قمر صناعي يدور حولنا!
تملا الفضاء بين الكواكب السيارة الصخور المختلفة الاحجام تسمى "الكويكبات" Asteroids وتتركز بشكل كبير في حزام شهير يسمى "حزام الكويكبات" Asteroids Belt الذي يتالف من عدد كبير جدا من الكويكبات مختلفة في الحجم وهي غير كروية عادة اي غير منتظمة الشكل وتتكون في الغالب من الصخور والمعادن وخاصة النيكل والحديد.
وبعض هذه النيازك يدور حول الشمس في مدارات خارج حزام الكويكبات، ويختلف حجمها ما بين حجم كرة القدم الى حجم الجبال الكبيرة، ومنها ما تشكل مع تشكل كواكب المجموعة الشمسية او من بقايا المذنبات او المخلفات المتبقية من نشوء المجموعة الشمسية، وتقترب بعض هذه الكويكبات من الارض على مسافات مختلفة من الارض، ومهمة هذا المشروع في وكالة "ناسا" رصد وتحري مثل هذه الكويكبات وتحذير سكان الارض من خطورة قد تنتج عن ذلك او اصطدامها بالارض لا قدر الله.
يعتبر الكويكب الشهير " دي آي 14 2012" 2012 DA14 الذي سيقترب من الارض يوم 15 فبراير القادم ان شاء الله من الكويكبات المثالية لدراسة هذه الاجرام السماوية التي تقترب من الارض بين فترة واخرى، فهو متوسط الحجم بالنسبة للكويكبات حيث يصل عرضه حوالي 50 مترا، ويقترب من الارض كل حوالي 40 سنة، ويتوقع ان يصطدم بالارض بعد حوالي 1200 سنة ان شاء الله، كما انه مكون من الصخور والجليد وبعض المعادن.
تشير الدراسات الى ان نيزكا متوسط الحجم شبيها بهذا النيزك اصطدم بالارض قبل حوالي 50 الف سنة بصحراء ولاية اريزونا الامريكية، ونتج عن هذا الاصطدام تشكل "حفرة نيزكية" تعتبر من اشهر الفوهات النيزكية على سطح الارض، كما اصطدم نيزك شبيه اخر في غابات سيبيريا الروسية الشهيرة وتحديدا غابات "تونجوسكا"Tunguska يوم 30 يونيو 1908 وحرق مئات الاميال المربعة من اشجار الغابات الضخمة. لكن هذا النيزك لن يرتطم بالارض على الاطلاق بحسب وكالة ناسا.
كما اكدت وكالة ناسا ايضا ان الكويكب سيكون اقرب من اي قمر صناعي يوم 15 فبراير القادم وانه سيكون اقرب من الاقمار الخاصة بالارصاد الجوية والاتصالات، لكن لا يتوقع ان يكون له اي تاثير على هذه الاقمار.
من المقرر ان تتابع اجهزة الرصد الراديوي التابعة لوكالة "ناسا" الكويكب في مساره خلال الفترات القادمة، وسيكون بالامكان حساب حركته في المستقبل بشكل ادق، ومن ثم معرفة ما اذا كان سيصطدم بالارض في المستقبل ومواعيد اقترابه منها ايضا.
طبعا سيظهر الكويكب يوم 15 فبراير القادم وعندما يكون في اقرب نقطة له من الارض على شكل نجم خافت من القدر الثامن اي لا يشاهد بالعين المجردة انما تمكن مشاهدته بواسطة المناظير العادية المحمولة او التي يمتلها هواة الفلك، لكن ستكون عملية رصده من خلال التلسكوب ايضا صعبة لانه يتحرك بسرعة في السماء بحيث يقطع مسافة تقدر بدرجة واحدة اي حوالي قطر قمري بدر كل دقيقة. واذا ما رصدوه فعلا سيرون ان الارض قد نجت فعلا من خطر كوني كبير!
https://www.youtube.com/watch?feature...&v=rtesZxRlqOE