ما حققه منتخبنا الشبابي شيء يدعو للفخر , فان تخطف بطاقة النهائي من فرق كبيرة ومنتخبات لها ثقلها كاليابان واستراليا واوزبكستان ليس بالشيء الهين , لاسيما وان ظروف الرياضة في البلاد لا تقارن ابدا بظروف نظرائنا , فما نعانيه من اهمال وعدم اهتمام بكثير من مفاصل الرياضة واهمها الفئات العمرية يجبرنا على ان نعتبر التأهل الى كأس العالم انجاز فريد ومفرح , على الرغم من اننا على الورق وتاريخيا نعد ثاني افضل منتخبات القارة على مستوى هذه الفئة من الاعمار ..
شبابنا قدموا اداء مرضيا وقتاليا وقدموا كل ما عندهم واكثر بقيادة المدرب المحنك والمخلص حكيم شاكر , وكانوا بحق ابطال ونجوم ,
لكن واجبنا ان نتحدث ونناقش ونحلل عن اسباب الخسارة التي عصفت باحلام الجماهير وطموحات اللاعبين ,
برأيي ان اهم اسباب الخسارة هي قتل الوقت بطرق غير شرعية والمبالغة بذلك , مع اصطناع السقوط اكثر من مرة وبدون مبرر , لان في النهاية الحكم اعطى 4 دقائق وبالتالي عملية تأخير اللعب لم تجدي نفعا بل وكانت احد اسباب الخسارة , فالوقت الذي ضيعناه تم تعويضه , بل ان هدف التعادل جاء في الوقت بدل الضائع , وبالتالي كان على لاعبينا ان يلعبوا طوال المباراة وان لا يفكروا باهدار الوقت , ولو استغلينا الوقت لكان افضل لنا , لاننا كنّا افضل من المنتخب الكوري باغلب فترات المباراة , وكما يعلم الجميع ان هذه الاساليب لتضييع الوقت باتت منقرضة في عالم الاحتراف .
فبدل من تضييع الوقت كان الاجدر بنا البحث عن هدف ثاني يؤمن لنا النتيجة , الا ان لاعبينا وكما قلت ركزوا على قتل الوقت لانهاء المباراة باي طريقة ظنا منهم ان الوقت سينتهي وان الكوريون سييأسون , وحدث العكس للاسف وجاء الهدف القاتل بعد اصرار الكوريون على التعديل وابمانهم بحظوظهم لاخر لحظة .
امر اخر مهم جدا , حكيم شاكر ظن ان المباراة انتهت وسحب اكثر لاعبان نشيطان ومتحركان في المباراة وهما جواد كاظم وعمار عبد الحسين , وهذا ولّد قناعة لدى الجميع باننا فزنا والتتويج بات مسألة وقت ,
وبعد احراز التعادل تأثر الهجوم كثيرا بغياب هذين الاثنين اللذان كانا شعلة من النشاط واحرجوا الفريق الكوري كثيرا , صحيح محمد شوكان وايهاب كاظم كانا جيدان لكن لمسات عمار عبد الحسين لا تعوض بصراحة وهكذا لاعب لا يمكن تغييره لانه يمكنه حسم المباراة باي لحظة بحركة من حركاته البديعة .
هنالك اسباب اخرى للخسارة منها الجهد الكبير الذي بذله نجومنا والارهاق والتعب الذي بدى واضحا اخر الدقائق , فلاعبينا اندفعوا كثيرا ولعبوا بحماس كبير , مما ادى الى عدم توزيع مجهوداتهم على فترات اللقاء ,
ففي الدقائق الاخيرة ظهر عليهم التعب , وكان الاجدر ان تختزل طاقات اللاعبين لانهم في النهاية بشر وطاقتهم تنفذ بعد الاندفاع البدني الهائل , فلو تم دراسة هذا الامر وتنبيه اللاعبين على الاحتفاظ بمجهوداتهم لكان افضل بكثير لهم للعودة باي لحظة للمباراة .
امر اخر مهم جدا , كنّا نمتلك تبديل ثالث وكنت اتمنى ان يستخدمه المدرب في الوقت بدل الضائع لانهاء الوقت , فهذه هي الطريقة الامثل لتضييع الوقت , فكان ممكن ان نستفد من نصف دقيقة وان ننهي المباراة بتغيير ثالث .
ببساطة هذه ابرز الاسباب , لكن الامر لا يعني انهم ليس ابطال , فالمدرب حكيم شاكر كان مدربا حكيما ورائعا ومميزا ومجتهدا , لكن تبقى هذه اخطاء لا يمكن تجاوزها .
اتمنى ان نثقف لاعبينا وان نعطيهم دروس في التعامل مع المباريات النهائية , فلها طريقتها الخاصة في التعامل , وحكيم شاكر بتصريحاته يؤكد كلامي عندما قال انهم لم يقدروا حجم النهائي ,
المباراة النهائية تحدد مجهودات اعوام وهي فرصة لا تعوض ابدا , وبحالة خسارتها فسيكون طعمها مُرا كالعلقم , وخاصة بعد المجهودات الكبيرة التي قدموها شبابنا والذين استحقوا حقا ان يكونوا ابطال , فكانوا افضل فرق البطولة على الاطلاق وحتى في المباراة النهائية , لكن هذه كرة القدم احيانا تكون قاسية ومؤلمة ,
وليكن هذا النهائي درسا قاسيا لنجومنا ليعوضوا ما فاتهم , والمستقبل المشرق امامهم ويستطيعون ان يعوضوها فالبطولات القادمة كثيرة والجماهير والاعلام والصحف تواقون لمشاهدتهم مجددا وسنقف معهم دائما طالما انهم يجلبون السعادة لنا , فشكرا لكم وكفيتم ووفيتم وانتم من الان ابطالا ودخلتم كتب التاريخ في الرياضة العراقية واصبحتم نجوما وحديث الساحة , فحافظوا على هذه الصورة الطيبة واجتهدوا اكثر لتثبتوا للجميع بانكم جديرين بها ...