اللغة العربية لغة إسلامية فبعد نزول القرآن تحولت من لغة خاصة بالعرب يتكلمون بها، إلى لغة كل المسلمين وحتى الأعاجم (اصطلح العلماء على تسمية أعجمي لكل من هو ليس بعربي الأصول) وبذلك انتقلت اللغة العربية إلى العالمية الاسلامية.
وقد غذى الأعاجم اللغة العربية بالدراسة النحوية والصرفية كسيبويه في كتابه (الكتاب) ثم غذى غيره اللغة العربية بالمعاجم (القواميس)...
وهذا تأكيد لتلك الجهود على إسلامية اللغة العربية.
ولهذا فكل حرب على اللغة العربية تمثل حربا على القرآن الكريم والسنة النبوية لأنهما أفصح الكلام العربي، وأرقى أنواع اللغة.
وفهم جميع العلوم الاسلامية مفتاحه اللغة العربية كما أفاد السكاكي في كتابه (مفتاح العلوم).
إن تعلم أي علم بعمق يرجع إلى التعمق في لغته، فمن أوتي لغة قوية كان أسرع فهماً من الآخرين، وأكثر إيصالاً للمعلومة للآخرين، وأسرع دقة في الحوار، حتى كان أحد العلماء أول ما يتناقش مع خصمه يبدأ باللغة العربية، فإن ثبت علمه، استمر بالحوار، وإن ثبت جهله فلا يحتاج إلى جولة اخرى.
صب أعداء الأمة جام غضبهم على اللعة العربية باتهامات باطلة، فمن قائل أنها سبب تخلف الأمة العربية، إلى قائل أنها لاتستوعب العلوم الحديثة، إلى قائل بتلقي العلوم الطبية والهندسية والطبيعية باللغة الانكليزية لأنها اللغة العالمية العلمية، ورد عليهم ابناء اللغة العربية بأن هاهي فرنسا وألمانيا واليابان والصين وغيرهم كلهم يتعلمون بلغتهم ولم يتخلوا عن لغتهم الأم وقد تطوروا وتقدموا فكان ادعاءات الخصوم خسرانا مبيناً.
لقد سمع أحد الانكليز صوت أم كلثوم فأعجب به فتعلم اللغة العربية ليفهم معاني الكلمات ثم ما لبث أن قرأ القرآن فأسلم ، (ست الأغنية العربية تنال ثواب ذلك الانسان وهي في عالم البرزخ)..
وكذلك باحثة روسية سمعت اللغة العربية فطربت بها فتعلمتها فأسلمت وترجمت القرآن...
بقي أن نصل إلى عنواننا ؟
الجميع يعلم أن عدد الأحرف اللغة العربية هو 28 حرفاً باعتبار الألف والهمزة حرفاً واحداً (أ).
و (29) حرفاً باعتبار أن الألف حرف (ا) والهمزة (ء) حرف آخر، وانا مع هذا المذهب..
وعندما قال أبو العلاء المعري رحمه الله
إني وإن كنت الأخير زمانه ------لآت بما لم تستطعه الأوائل...
قال له صبي صغير: إن الأوائل جعلوا أحرف اللغة العربية (28- أو 29) حرفاً فزدها حرفا إن استطعت..
فدهش المعري بذكاء الغلام وتوقع وفاته مبكرا لفرط ذكائه وحصل توقعه...
كما حصل للمتنبي نبوءته عندما قال:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي--------وأسمعت كلماته من به صمم
فكان الأعمى الذي نظر إلى ادبه هوأبو العلاء المعري.....
نعود لبحثنا بعد الاستطراد السابق...
فكيف يتكاثر ويتولد إلى أكثر من ثلاثمئة حرف ؟ (ثلاثمئة وليس ثلاثماءة وليس ثلاثمائة)...
تعالوا لنعد حركات الأحرف
الفتحة والضمة والكسرة والسكون = 4
فتحتان وضمتان وكسرتان=3
وشدة من فتحة وشدة مع ضمة وشدة مع كسرة =3
وشدة مع فتحتين وشدة مع ضمتين وشدة مع كسرتين=3
المجموع = 4+3+3+3=13 حركة للحرف الواحد.
29 *13 = 377 حرفاً
28 * 13 = 364 حرفاً
وإذا ادخلنا حروف المد (حروف العلة في النحو) = 3 حروف (الألف الساكنة قبلها فتح والواو الساكنة قبلها ضم والياء الساكنة قبلها كسر).
وإذا اضفنا حرفي اللين وهما الواو والياء الساكنتين ما قبلهما فتح = 2
فعندئذ يصبح عدد الحروف 377 +3+2= 382 حرفا
أو 364 +3+2 = 369 حرفاً
وإذا تأملنا مخارج الحروف علمنا أن لكل حرف في الفم موضعا ومخرجا موزعة من الداخل إلى الخارج على النحو التالي الجوف ثم الحلق ثم اللسان ثم الشفتان ثم الخيشوم والأحرف موزعة على سبعة عشر مخرجا في المواضع الخمسة.....
ثم إذا أضفنا عليهم أن لكل حرف لا يقل عن خمس صفات لزاد العدد كثيرا وليصبح
382 * 5 صفات = 1910 صفة تخرج أثناء نطق القرآن الكريم أو لمن أجاد علم التجويد ونطق به لغة.
والله أعلم.