في ذلك المسرح في مقاعده الخلفية جلست ..

كنت أول من جلس ... كنت في انتظار

الجمهور... وفي انتظار من يقدم العرض

وأمام عبارة ممنوع التدخين وقف شخص عريض

ويتجاوز طوله العبارة وأشعل سيجارته

التي كانت رائحتها عطرة

واخذ ينظر أليها... وينظر إلي بنظرات

مزعجة .. تخفي ورائها الكثير والكثير من

التساؤلات والإجابات ...كنت أحاول أن

أسيطر على تفكيري وأسلوبي وأعصابي ...

وحتى ألان لم يدخل احد صالة العرض أو اعتلا

خشبة المسرح وبعيدا عن ذلك الشخص اخذ

عقلي يعد المقاعد الخالية وتماد في حساب

قيمة التذاكر ويقسمها على عدد الممثلين

وكل من يقوم في إعداد وإخراج العرض الذي

طال انتظاره

سمعت في هذه الأثناء صوت أقدام امرأة هادئ

يتخلله صوت طفل كان بحق يمتع البراءة

بطفولته وبأنغامه العذبة وملابسه الأخاذة

لم استطع السيطرة على رأسي لكي امنعه من

الالتفات والنظر إليها

دخلت لكي تقول لي بمشيتها أني ادخل عالمك

وكأنها أقسمت بينها وبين نفسها

أن تترك صورتها في أعماق ذاكرتي وعلى

أبواب مخيلتي وأنسى من أنا

جعلت من الأسئلة زحاما بداية من سؤال من

أنتِ ..؟ نهاية بسؤال لماذا أنتِ..؟

لم يستطع نظري أن يتركها وشأنها حتى جلست في

تلك المقاعد التي تبعد عني ألاف الأميال لكي

يستحيل الاقتراب منها أو حتى إيصال إشارة

إليها

لم أجد نفسي إلا وهي سجينة أفكار عقيمة

وترجع بي الي حماقات الطفولة والصبا

ماذا افعل أمام هذا الجمال الذي لم ولن في

اعتقادي اري مثيلا له

هذا القوام الممشوق وتلك العيون التي مرت

وأخذت مني كل ما كنت أفكر به

وبدأ التفكير في كيف السبيل للوصول الي

تلك المقاعد الأمامية

والندم يأكل مني كل فكرة تأتي في مهدها

صغيرة.. ولكن لاشي يجدي..!

مع هذه القناعة سوى النظر الي ذلك الشخص

الذي كادت سيجارته أن تكمل وهل أصابه

ما أصابني ..!

ولكن رأيت فيه عدم الاكتراث وكأن شي لم

يحدث أو شخصا لم يدخل...

جاءت الفكرة بان اذهب إليه فربما يكون

هو وسيلتي للوصول الي من أسرت عقلي

وتفكري

هل أجد من يساعدني على خشبة المسرح .. ؟

هل أجد من يعرفني ..؟

ولا أريد احد أن يعرفني .. آه ..آه من

تزاحم كل الأفكار في لحظات الصمت

أمام ذلك الجمال

لم أجد نفسي إلا وأنا اضحك بابتسامات

خفيفة على نفسي ماذا حل بي .. أنها

امرأة متزوجة وهي آم لذلك الرائع

بأناقته

لكن هل هي حقا أمه .. آم أنها أخته ..

آم مربيته...وألان أصبحت ابحث عن صلة

القرابة.. والأسئلة لا تتوقف عن ولادة

سؤال

نظرت بنظرات مخيفة جعلتني أفكر قبل أن

أتهور واضع حراس على أبواب تهوري..

ولكن مع ابتسامة خفيفة منها أصبح شئ من

التفاؤل يدب بين صفوف التفكير

وأعطتني من الأمل خيطا أخيط به ما تبق مني

.. ولكن تظل الحيرة تخيم على الأجواء

أحسست أني احتاج إلى تكنولوجيات العالم

للوصول إليها

وفي لمح البصر امتلأت كل المقاعد... وكأن

جيشا غازيا دخل علينا

وفجأة حدث انقلاب في ذلك السكون...تحول به

إلى ضجيج .. واختفت الأضواء

واختفت معها من نظر إليها قلبي ...وكل

شئ أصبح فوضى كل شئ أصبح يؤذي رومانسية

المكان... كل شئ اكره أصبح يحدث بقوة

زلزال ..

لم يعد يهمني العرض .. كل همي وتفكيري كيف

أجد من اتسع في وصفها الخيال وأصبحت هي

عالمي ووطني .. وأوراق هويتي ... كيف أصل

إليها وفي أي مكان من هذا المكان أخذت

منه المجلس

لم أجد سوى الشوق يشدني إلي إشعال سيجارة

من علبة كتب عليها التدخين ضار بالصحة

ويسبب الوفاة

وماذا افعل وقد اختفت من بيدها بصيرة

القلب لقد أصبح أعمى لا يري سواها

بالرغم من أن عطور الأخريات تفوح في ذات

المكان

ولكن انفي لا يشتم إلا عطرها

أحسست بوجودها بوجودي ... لن تأتي هذه

السطور بوصفها

وبوصف ما اشعر به حيالها

وبدأت جنائز الأمل تخرج تباعا حتى في مكان

جلوسي الذي ربما يكون الإشارة الوحيدة

الدالة لها على وجودي ... لان هناك رجل

طاعن في السن قد اخذ مقعدي

أين أنتِ وأين أنا في هذا الزحام وكيف بك

يكون اللقاء

شكرا للقصة ياورد

_يالها من ساحرة كادت تفتك بالرجل العجوز ..

اظنها كانت تقصد اختبارك ..فاين القواعد قبل

رؤيتها واثناء وبعد رؤيتها ..

لعلها لم تكن انسية وان الطفل الذى معها هو الحلم

وان المشاعر التى كانت بين جوانحك هى من ارادتها

لتهم بك ...

الحمدلله فالزلزال فى المسرح كان اجمل من كل

زلزال ..فبغيابها الفرج هههه





ياصديقى حمدا لله كادت ان تفتك بك ..

فاحذر منهن فانهن يعرفن كيف يدخلن وسط

الاحشاء ويجيدن الاختباء وسط دقائق الاحاسيس

والقلوب .

يال هذة الروعة المطلقة ..صدقنى استمتعت جدا

بقراءة هذة الباذخىة ..فلا تبخل علينا ابا الاسود ..

تحياتى وسلامى لك ...