العجيري: 2012 لن يكون نهاية العالم.. ومصر ستكون غنية بتصدير الطاقة الشمسية
ضحكة صاحب السمو الجميلة طبيعية على الكويت
لا تلبسوا الشتوي الآن وأعدوا العدة في 26 الجاري لاستقباله
تصدير الطاقة الشمسية لتصبح أغنى مما هي عليه الآن
أسمع بأذن واحدة وأرى بعين واحدة، وبلغت الـ 92 من العمر وبقي ثمانية من الأعوام لأكمل المائة، بهذه الكلمات المعبرة أطل العم الفلكي د.صالح العجيري على مستمعيه على إذاعة كويت FM في برنامج «قايلة الوفاء»، الذي يقدم لشخصيات عرفت في الكويت بإسهاماتها التي ساهمت في رفعة البلاد ورقيها وازدهارها.
وخلال اللقاء الممتع الذي شد القلوب وأمتع النفوس، حمد د.العجيري الله سبحانه وتعالى على أن الديرة بلد خير وعطاء، ودعا الجميع لشكر الله على نعمه العظيمة، فالديرة تعيش في عزة ومنعة ورخاء وراحة بال واطمئنان خاطر، في حين تعاني الكثير من الدول من الضيق والعوز والتطاحن والتنازع.
لبس الشتوي
وردا على سؤال عن الوقت المناسب للبس الألبسة الشتوية، شدد العالم الفلكي د.العجيري على عدم الحاجة إلى الاستعجال في الأمر، فالبلاد لاتزال في فصل الخريف الدافئ، وقال إن هذا الدفء مستمر في المدن ولكن قد نشعر بالبرودة خارجها، وأنا أدعو الجميع إلى أن يعدوا الألبسة الشتوية في الـ 26 من الشهر الجاري.
3 أبواب
للعجيري قصة جميلة مع دخوله في عالم الفلك حي يحدثنا عن الأمر فيقول: دخلت الفلك من 3 أبواب، فقد كنت في صغري أخاف الظواهر الطبيعية، الريح والنار والظلام ووميض البرق وقصف الرعد، وكل ما يحيط بي، في حين كان الناس لا يخافون من هذه الأمور، بل كانوا على خلاف ذلك، ولذلك دخلت من باب اعرف عدوك لأتقيه.
ويــــتابع اما الــــباب الثاني فهو أن والـــدي أرسلني للبادية، ونـــزلت ضيفا على قبيلة الرشايدة فسحرتني سماء الصحراء بجمالها وجلالها، شمس مضيئة وقمر منير ونجــــوم متلألئة، فتعلمت منــــهم مبـــــادئ التعرف على الجهات الأربع، وذلك من خلال الــجدي فيعرفون الشمال، وإذا عرفت هــــذه الجهة بات من السهل معرفة الجهات الأخرى، أما إذا كانت هناك غيوم ولا توجد شــمس ولا قمر ولا نجوم، فنعرف الجهات من اتجاه الكثبان الرملية والتموجات التي تحدثها الريح على رمال الصحراء، فـكل شجيرة أو حجر صغير يتكون في أسفله مثلث من الرمال الناعمة يخبرنا عن الاتجاهات، وأما سبب التكون فهو لأن ريح الشمال تأتي رتيبة، اما ريح الجنوب فتأتي متعثرة فتكون هذا المثلث.
وأما بخــصوص الباب الثالث، فقــــد كنت راغــــبا في الفلك وعــــلومه، ولا يوجد مدرس ولا كتب ولا مــــراجع، فوقع في يدي كتاب اسمه المناهج الحميدية للشيخ عبدالحميد مرسي غيث، وقد قرأت هذا الكتاب ولكن بقي شيء منه لم أفهمه، فقررت السفر إلى القاهرة لأسأل المؤلف نفسه عنها، فسافرت إلى البصرة ثم إلى بغداد بالقطار ثم إلى الشام بالسيارة، ثم ركبت الباخرة من بيروت إلى الاسكندرية، وكانت الباخرة اسمها سورية ثم انتقلنا إلى القاهرة، وبعد ذلك ركبنا الحمير حتى وصلنا إلى صاحب الكتاب.
ويضيف د.العجيري وجدنا صاحب الكتاب في منطقة اسمها ميت النخاس شرقية، وجدته وقد بلغ من الكبر عتيا، فقد بلغ الثمانين من عمره، وقد أعطاني دروسا كثيرة وجداول تعلمت منها الكثير، وقال لي رحمه الله إن مكاني بعيد وعمري كبير فما رأيك في أن أحولك لأحد تلامذتي في القاهرة؟ فحولني إلى عبدالفتاح وحيد أحمد، فذهبت إليه وتعلمت الكثير منه، فهذا الرجل له فضل كبير علي، فقد علمني حساب المثلثات الكروية.
الحلو ما يكملش
حقيقة المثل المصري «الحلو ما بيكملش» تجلت في إحدى الطرائف التي حدثت مع العجيري في تلك الفترة فقد حمل على معلمه عدم فتح مكتبته لمن يريد العلم، فقد كان شحيحا بها وتضن نفسه في أن يراها أحد منهم، وقد أوصى زوجته بأن تدفن الكتب معه، فلما مات بقي في نفس العجيري شيء من هذا وكان راغبا في الاطلاع عليها، فأرسل إلى زوجته يطلب رؤية المكتبة فأجابته بالموافقة، فما كان منه إلا أن قدم إلى القاهرة وحمل معه 3 حقائب واختار 70 كتابا، وعندما خرج قال لزوجة معلمه، كم قيمتها فقالت له: «ببلاش، لأنها ضرتي».
عصا سحرية
تحدث د.العجيري عن أنه في الـ 14 من عمره كان طبيبا يقصده الكثيرون ولكنه لم يكن يفرق يومها بين السحر والفلك، وقد سادت في تلك الفترة قصص تحكى عنه وروايات غير صحيحة تخالف المنطق والعقل، فقد كان يتم الحديث عن أنه يعرف دواء 99 علة إلا الموت، وهذا كما يقول العجيري مبالغ فيه، بالإضافة إلى أن عصاه كانت تذهب منفردة إلى الشويخ وترجع، وفي إحدى المرات جاءت فلم تجد الباب مفتوحا فطرقته فقام الحارس بفتح الباب لها ودخلت البيت!
نهاية العالم
نشأ العجيري في بيئة بسيطة، فأرسله والده إلى البادية ليتعلم من أهلها القدرة على التحمل والصبر وتعلم الفروسية وحمل السلاح، فقد صقلت هذه الأمور شخصيته، وعرفته على الكثير من الأمور.
ففي سؤال تم توجيهه إلى العالم الفلكي على الهواء مباشرة حول نهاية العالم، قال لقد كـــــثر الحديث عن هذا الأمر وعمــلت السينما العديد من الأفلام وصرفت الملايين عليها، وقالوا إن القيامة ستكون في العام 2012 وهذا محض خيال فقط، والصحيح أن ما سيحدث في هذا العام هو شبيه بما حدث في 2001، حيث زادت البقع الشمسية، وهذا الأمر يحصل كل 11 عاما، وله تأثير على الطقس والمواصلات ومغناطيس الأرض، أما من الناحية الفلكية فالدلائل لا تشير إلى قرب نهاية العالم.
يوم القيامة
خلال اللقاء تم توجيه سؤال للعجيري حول كيفية تحديد العرب لتاريخ يوم القيامة؟
فأجاب ان يوم القيامة لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، ولكن هناك اثنين حاولا معرفة يوم القيامة أحدهما صبي صغير وهو أنا، وعالم كبير، ففي صغري قبل 80 سنة قالت لي والدتي إن حجر بيت المقدس معلق بين السماء والأرض، وهو أمر خاطئ، فسألتها ألا يطيح؟ قالت لا، ولكن ينزل في كل سنة حبة شعير، وإذا وصل الأرض قامت القيامة، فسألتها أين هو من الأرض حاليا؟ فقالت لو وقف رجل ومد يده للمس الحجر بيده، فقمت بحسبة المسافة تقديريا من خلال حبات الشعير فكان عددها 300 سنة، فقلت إنها ستقوم بعد 300 سنة.
أما العالم فقال لماذا لا نحول قول الله تعالى (أن تأتيهم بغتة) من حروف الجمل إلى أرقام، فحرف الباء 2 والغين 1000 والتاء 400 والتاء 5 وإذا جمعناها صارت 1407 للهجرة، وقد مرت السنة ولم تقم القيامة، لأنه لا يعلم القيامة إلا الله.
شوارب هتلر
يذكر د.العجيري أنه خلال الحرب العالمية الثانية فتنا بهتلر وبشجاعته ومغامراته مع أن شواربه كانت مثل الخنفساء، فكنا نقلده، مع انه فعل أمورا لا تحمد عقباها، فقد كنا نقلده في الشوارب فكانت لنا شوارب مثل هتلر.
الساعة في اليسار وليس في اليمين
يرى العجيري ان الموضة في الأيام الأخيرة توجهت نحو أن تكون الساعة في اليد اليمين والتبريرات دائما بأنها للتيمن، وأنا أقول إنها يجب ان تكون في اليسار، فهل يعقل أن يتوقف الخباز عن عمله ويمسح يده ليرى الوقت، وماذا يفعل عامل المواسير؟
هذا الأمر غير معقول فوضعها في اليد اليسرى أفضل لأنها مهملة، ونترك لليمنى أن تقوم بالمهام على أكمل وجه.
وأقول هذا الامر أيضا فيما يتعلق بالتلفون أيضا، فأنا أكتب باليمين ما أريده، وما يمليه علي الطرف الآخر، كما اسلم على القادمين وأدعوهم للجلوس بها وأرتشف الشاي أيضا.
أحب اسمهان وعلاقتي بالمطبخ منذ الـ 12
يروي العجيري عشقه لصوت المطربة اسمهان وحبه لسماع صوتها العذب، ويقول إن علاقته بالمطبخ بدأت منذ كان في الـ 12 من عمره، حيث توفيت والدتي، وكان والدي يعمل في البلدية، فصرت أغسل الملابس وأحلب الأغنام وأطبخ العشاء لأخوتي، فقد كانت الوجبة الرئيسية في السابق بعد أن يرجع الوالد من العمل.
ضحكة طبيعية
خلال اللقاء الممتع قال العجيري إن الضحكة السامية التي تبدو في وجه صاحب السمو الأمير طبيعية وليست مصطنعة وهي الضحكة نفسها التي رأيتها على وجهه قبل عشرات السنين عندما كان سموه في المدرسة الشرقية، وقمت بطريق الخطأ بضرب الجرس عندما كنت اعمل مدرسا على أقرب واحد مني بعد ان أثار التلاميذ غضبي لضحكهم على أحد أصدقائهم وهو يسقط على الأرض، فكان أقرب التلاميذ إليّ صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي لا أنسى ضحكته الجميلة.
الزوج والزوجة
انتقد العجيري وبطريقة طريفة التعامل بازدواجية بين الرجل والمرأة، فالرجل إذا وسع على أولاده يقال إنه سخي، وإذا وسعت المرأة على أولادها قالوا يدها خرقة أي مبذرة، وإذا طلع الشيب في رأس الرجل قالوا اكتملت رجولته، وإذا طلع في رأس المرأة قالوا شابت وعابت، وإذا أحب الزوج زوجته قلنا إنه مخلص، وإذا أحبت هي زوجها قالوا «قطع مثل لزقة».
جدي لوالدتي جعل مني طبيب أسنان
رد العجيري على سؤال حول معرفته بدواء 99 علة إلا الموت، بقوله جدي لوالدتي عبدالرحمن الحوطي كان يتقن الانجليزية في العام 1880، أي قبل 130 سنة، وفي سنة 1935، كف بصر جدي وأصبح أعمى، فأتى بكراسة وقال لي: جاءني جارنا أمس، وقال إنه لم ينم من ألم في ضرسه، وطلب مني أن أبحث عن علاج لضرسه، فوجدت العلاج، وهو أن نأخذ ورقة سجائر خفيفة ونكتب فيها «أم رب عال مال مات مات مات» ونضعها في خرم الضرس، فيشفى حيث لم يكن حينئذ طبيب أسنان.
الآنة الهندية
وبخصوص تعامل أهل الكويت بالأموال في السابق يذكر العجيري أننا كنا نتعامل بالآنة الهندية، والروبية تتكون من 16 آنة، والآنة 4 بيزات، والبيزة 3 آردي، ولم يكن هناك في السابق عملة ورقية، ولا بنوك، ولذلك كان التجار عندما يريدون الاستيراد من الهند يذهب أحدهم لتاجر كويتي يعطيه 5000 روبية ويقول له: أريدها في الهند، فيعطيه ورقة تحويل إلى تاجر في الهند مكتوب فيها: ادفعوا لفلان 5000 روبية.
ولكن ماذا عن حال الكويت بعد مائة سنة، يذكر العجيري أن لديه نظرية ربما تحصل، وهو اننا نسمى أهل القرن الواحد والعشرين، فبعد مائة عام سنصبح نخرج البنزين من الأرض ونأخذ الفلوس، والمياه الجوفية نشفطها ونشربها، ولا يتبقى منها شيء للناس الذين سيأتون بعدنا في القرن الـ 22، وسيكونون بلا فلوس ولا ماء، وفي ذاك الوقت تأتي امرأتان تقول إحداهما للأخرى: حسبي الله على أهل القرن الـ 21، فتسألها الثانية لماذا؟ فتقول: خلفوا لنا الفقر والزلازل، وهذا صحيح حيث لن يتبقى شيء من البنزين والبترول والماء في جوف الأرض.
فماذا يفعل إذن ما بعدنا حيث إنه لا يوجد لؤلؤ في البحر؟ يذهبون للساحل ويحفرون ويضعون ماء البحر في الحفر حتى يصبح ملحا ويضعونه في أكياس ويكتبون عليها: «ملح طعام نقي صنع في الكويت» وسنصبح بائعي ملح بعد أن كنا بائعي نفط.
وأنا أقول: البترول إذا نفد من الأرض فستعود الدول الغربية إلى البدائل من الفحم والغاز والريح والنووي، والبدائل عندنا في الكويت الطاقة الشمسية نستطيع تصديرها إلى أوروبا، وسنصبح أغنى مما نحن عليه الآن، لذلك نقول ولا نجزم سنكون أغنى مما نحن عليه الآن.
مصر الغنية
زف العجيري البشرى لأهل مصر بأن قال لهم إن أهل مصر في السبعينيات كانوا 35 مليونا، وفي العام الماضي بلغوا 80 مليونا، وفي سنة 2050 سيصل عددهم إلى 140 مليونا، وهم يخافون من ذاك الوقت أن يتقاتلوا على رغيف الخبز، وأنا أقول لأهل مصر: لا تخافون فمصر ستكون من الدول الغنية لأن عندهم الصحراء الغربية والتي يمكن أن تصدر الطاقة الشمسية وتصبح غنية.
رسالة للطلبة
ولكن ماذا عن رسالته لطلبة الكويت، حيث يوصي العجيري الطلبة بقوله: حسنا تفعلون، فأنتم تدرسون من خلال الإنترنت وتستفيدون من المعدات الإلكترونية، ولكن لا تنسوا الكتاب ذي الدفتين تقرأون منه العلم والمعرفة التاريخ وآداب أمتكم، وأقول للآباء لا تكرهوا أبناءكم على أخلاقكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم، وأقول: الناس بأزمانهم أشبه منهم بآبائهم.
وفي ختام اللقاء تم تقليد العم د.صالح العجيري درع البرنامج وكتب عليه: «رجل صالح وعلوم صالح وروزنامة صالح دخلت كل بيت في الكويت ونهديك قايلة الوفاء يا عم صالح»، وقال مقدم البرنامج: لقد استمع أهل الكويت إلى ساعتين من العم صالح وعطائه في زمن الألفية الثالثة، ومازال يقدم البرامج العلمية والموروث التاريخي، وشكرا لجريدة «الأنباء» على تغطيتها، وشكرا للعم صالح ونسأل الله أن يطيل عمرك لنلتقي بك في عامك الـ 93.
لقطات من أقوال العجيري
٭ لدي نية لعمل متحف العجيري في النادي العلمي.
٭ القــادسية أول ناد شـجعته.
٭ علــم الفلك وليد علم التنجيم في الـسابق، وهو اليوم يحــاول الوصول إلى أطراف المجموعة الشمسية واستعمار المريخ.
٭ الــوقت لم يتغير ولكن مشاغــل الحياة كثرت والجلوس أمام التلفاز قصر الزمن.