شِ ش ش
أصمتوا فلربما يناديني الصمت و أستجيب!
مظلم ما حولي لا نور غير إنعكاسك يا قمر. أهكذا نبدأ؟ لأننا أعتدنا النهايات..مسائي اليوم جد وحيد..فقلت في نفسي: هل لي بصديق عابر هذا المساء؟؟
أنا..انادي بصوت خافت و متقطع لا أحد يسمع الا الحنين و يرد قائلا: لا أحد يكترث!
كل الليالي السود تسقط في كلماتي .. ضحية , و كأني رسمة للشتات لوحة..علقتها على جدار الإنتظار ..
سأنام .. انا و جرحي و الألم , و نحلم بالمطر .. و المهرجان و الغيوم النقية.. و الاقاليم السبع البعيدة..
و أصحو أعانق المدى .. وحيدة , أرقص رقص البجع الأخيرة ..
يااااه ! كل هذا كان حلماً ؟ .. حتى الحلم أرسلني الى الواقع .. مهلاً سأتفقد نافذني
فعلاً إنه النهار! نهار جديد. إني اعيش غداً اليوم , الأمس أصبح بيتي المهجور..هناك شجرة و شارع و فراغ.
ش ش ش فالناس فعلاً يحلمون الآن..كل الأماكن فارغة و كذلك أنا اليوم .. بكل هدوء و الهدوء هو ما أعتدته دوماً .. فصوتي قل ما يعلو لأنه يشنق..جلست هناك على المكتب القديم أفعل ما أفعل أرى
ما أرى , هناك حلوة الصحوة أننا نرى الحقيقة ليس إلا ...
جلست هناك أصفق للهدوء..و أقلب الماضي بحذر حتى لا يوقظ ضجيجه .. أبي!!
و بين كل هذا و ذاك أغمضت عيني مجدداً.. و حلمت بالمطر .. و المهرجان و الغيوم النقية.. و الاقاليم السبع البعيدة..
فأسقطت دفاتري و أوراقي..و فتحت عيني مجدداً و لكن! كأني خرجت من نفسي ابتعدت قليلاً و ألتفت بـ شفقة..و كأنني أحادث نفسي بنفسي .. ولكن حتى أنا خرجت و تركت باب قلبي مفتوحاً,فأيقنت أني نفسي..لا أختلف عن هذا و ذاك .
أيقنت مجدداً أن الحزن..لا يجب أن يكون رفقياً .. حتى و إن كان وفياً , و قفت كالشجرة اليابسة ..و فتحت نافذة كانت أمامي و خاطبت الأمل..
يا أمل..أرويني بماء, حتى أُثمر بالفرح .. لكني تأخرت! أستيقظ الناس و حرك الهواء الشجرة و دمر الفراغ .. سيارات في كل مكان .. ضجيج ضجيج لا يحتمل!!
أغلقت نافذتي بسرعة..و بسرعة توجهت إلى غرفتي .. أحتضنت مخدتي و صدقوا او لا تصدقوا همسة لي المخدة و قالت لم يفت الأوان..لنبدأ من جديد,غداً.
فأصبح اليوم بيتي المهجور.. سأنام .. انا و جرحي و الألم , و نحلم بالمطر .. و المهرجان و الغيوم النقية.. و الاقاليم السبع البعيدة..
{ سأنام .. انا و جرحي و الألم }