الكلب أفضل صديق للفيتناميين وأيضا طبقهم المفضل
الاثنين 6 أغسطس 2012 الأنباء - هانوي (ا ف ب)
يفتخر فام دانغ تيين بالكلب الذي يملكه، شأنه في ذلك شأن فيتناميين كثيرين، لكنه لا يتوانى، في أحد مطاعم هانوي الذي يعج بالزبائن، عن تناول طبق يكثر الطلب عليه في نهاية الشهر القمري مؤلف من لحم الكلاب.
ويبدو أن هذه المفارقة لا تزعجه البتة، وهو يؤكد "نحن لا نذبح أبدا كلابنا للحصول على لحومها. وأنا هنا أتناول طبقا في مطعم ولا يهمني أن أعلم أي كلاب ذبح وكيف".
ويظن هذا الخمسيني ان أكل لحوم الكلاب يجلب الحظ والمروءة.
ويعتبر فيتناميون كثيرون مثله أن تناول هذا الطبق التقليدي الذي يتطلب تحضيره إبراح الكلاب ضربا حتى الإجهاز عليها لا يتعارض مع الرغبة في اقتناء هذه الحيوانات الاليفة.
وخلال السنوات العجاف بعد حرب فيتنام، كانت السلطات قد خفضت تخفيضا جذريا فرص اقتناء الحيوانات الأليفة.
لكن بعد انفتاح هذا البلد الشيوعي وارتفاع مستوى المعيشة، استعادت الكلاب مكانتها في أوساط العائلات، وبات الجيل الشاب يبدي تحفظاته إزاء تقاليد ذاك القديم.
وتتعجب المراهقة نغوين أنه هونغ (16 عاما) قائلة "لا أفهم كيف يقوم الناس بأكل الكلاب، فهي حيوانات أليفة رائعة"، لا سيما أن بعض العصابات قد تخصصت في سرقة الكلاب من أصحابها في المدن الصغيرة لبيعها للمطاعم.
ولا تكترث الشرطة عادة لعمليات السرقة الصغيرة هذه التي لا تتخطى قيمتها الخمسة يوروهات لكيلوغرام اللحم الواحد، غير أن خسائرها لا تقدر في نظر أصحاب الكلاب الذين يكون لهم في بعض الأحيان ردات فعل عنيفة.
وقد قبض على رجل كان ينوي اختطاف كلب بالجرم المشهود في حزيران/يونيو، فأبرحه قرويو منطقة نغه آن ضربا حتى قتلوه، بحسب ما أفاد الموقع الإخباري "في إن إكسبرس". وقد حصل القرويون على تأييد كبير على شبكة الانترنت.
وكتب أحد القراء الذي وقع ضحية عملية سرقة مماثلة "ليس من الصائب إبراح الرجل ضربا حتى قتله، لكن أي شخص في وضع مماثل كان ليتصرف على هذا النحو".
في منتزه الاتحاد في هانوي، يتجول المئات من سكان العاصمة مع كلابهم كل يوم وهي بأغلبيتها من فصيلتي شيواوا وهاسكي.
ويقر سو أنه تو وهو طالب في العشرين من العمر يملك كلبا بأنه "من الرائج اليوم في فيتنام اقتناء الكلاب كحيوانات أليفة ... ويبدو أن الجيل الجديد يحب الحيوانات كثيرا".
وفي المقابل، يؤكد هوانغ غيانغ (30 عاما) أن الحيوانات جميعها التي تقدم في مطعمه تربى خصيصا لأكلها.
وهو يعترف بأن اقتناء الحيوانات الأليفة بات على الموضة، لكنه يعول على الريفيين الذين "لا يزالون يعتبرون أن الكلاب صالحة للأكل".
ويأكل الفيتناميون عادة "لحم الكلاب في نهاية شهرهم القمري، للتخلص من سوء الحظ، في تقليد يتبعه عادة رجال الأعمال"، بحسب ما يشرح كبير الطهاة هذا، مشيرا إلى أنه يقدم سبعة كلاب في اليوم تقريبا خلال هذه الفترة. وتأكل لحوم الكلاب مسلوقة أو مشوية، مع صلصلة بطعم القريدس وأرز وأعشاب.
لكن نغويين باو سيته صاحب صالون تجميل وفندق خاص بالكلاب في هانوي، يفضل ان يستلهم مواطنوه من ثقافات أخرى تعطي للكلاب مكانة أخرى خارج المطاعم.
وهو يقول إن الغربيين "يحبون الكلاب في هذه الحياة. ووجهة النظر هذه صائبة ... لذا ينبغي علينا أن نحب الكلاب هنا وفي هذه الحياة، ولا يجوز ذبحها أو ضربها بهذه الطريقة الهمجية".
ويضيف "من المستحسن أن تسن الدولة قانونا يمنع اكل لحوم الكلاب".
ويختم هذا الفيتنامي الذي يعرض مقابر للكلاب يباركها الرهبان كل سنة "لكن يجدر بنا ألا نحتقر هؤلاء الذين يأكلون لحوم الكلاب"، على أمل أن يقتنع الفيتناميون بضرورة الإعراب عن مزيد من الاحترام لخليل الإنسان.