عندما ينظر المرء من حوله يجد بأن عدد الأشخاص الذين لا يشعرون بالسعادة يفوق عدد السعداء ما لم يكن يجلس بين أطفال. فالطفل يمكن أن يشعر بالسعادة لأقل الأشياء بعكس البالغين.
لكن ترى ما السبب في هذا؟ وماذا تفعل لتصبح سعيدا؟
تتصف بعض الشعوب بميلها نحو الكشرة والابتعاد عن الابتسام، وبصرف النظر عن مدى صحة هذه الصفة التي تتردد على ألسنة كثيرين، إلا أن وقوفك في أحد طوابير الشراء لدقائق معدودة يجعلك تتأكد من صحتها خصوصا أن الطابور الذي تقف به، مهما بلغ طوله، قد لا يتضمن في الغالب شخصا مبتسما.
قلة الشعور بالسعادة يعود لأسباب كثيرة منها؛ اقتصادية وسياسية وحتى شخصية، ومن أبرز الأسباب العامة المانعة للسعادة والحلول المناسبة لينعم المرء بالحبور ما يلي:
· القلق: خلال فترة الامتحانات تكون العائلة بشكل عام في حالة من الاستنفار، خصوصا لو كانت امتحانات لنيل شهادة التوجيهي.
تقود مشاعر القلق تلك إلى إحساس المرء بكافة تبعيات حدوث الأمر المقلق بالفعل، فالذي يخشى من رسوب ابنه سيعيش حالة مشابهة تماما لما سيحدث لو رسب ابنه بالفعل. باختصار فإن ما تقوم به لا يؤدي سوى لترويعك دون داع.
- الحل: يجب عليك التجنب التام لمشاعر القلق، وذلك من خلال علمك أنه لو لم يكن للمشكلة التي تقلقك حل مناسب فلا داعي للقلق لأنك لا تستطيع منع حدوثها، ولو كان هناك حل مناسب فأيضا لا يجب أن تقلق وإنما عليك التركيز لتنفيذ الحل في الوقت المناسب.
· التسليم للأمر الواقع: لا يخفى على أحد المشاكل الاقتصادية التي تعيشها معظم دول العالم، وبالتالي ازداد تمسك المرء بوظيفته كونها تسمح له بالإنفاق على نفسه وعائلته، وبالتالي فإن فقدانه لهذه الوظيفة لسبب من الأسباب سيشعره بالإحباط، وبأنه كان يجب عليه أن يتصرف بشكل آخر يجعل مديره يتمسك به.
هذا الشعور يجعله يعيش مرددا كلمة واحدة "لو". لو أني فعلت كذا لحدث كذا.
- الحل: العيش كضحية يجعل المرء يقنع نفسه بأن أسباب تعاسته تعود لأمور خارجية لا يمكنه السيطرة عليها. عليك أن تقوي نفسك وأن تدرك أنك تسيطر تماما على حياتك وقراراتك، ولا تمنح هذه السيطرة لأحد.
·محاولة تسيير العالم بقوانينك الخاصة: تحدث يوميا الكثير من المشاكل غير المبررة بين الناس سواء في الشارع أو في الأسواق التجارية وغير ذلك من الأماكن الأخرى، وتكون تلك المشاكل لأسباب لا تستحق الجدال، وفق ماذكر موقع PickTheBrain، فعلى سبيل المثال يريد احد الأشخاص دفع حساب مشترياته، ليجد أمامه شخصا آخر يصر على أنه حضر أولا ويريد دفع الحساب قبلك الأمر الذي يمكن أن يؤدي لمشادة كلامية بينهما.
- الحل: عليك أن تعلم بأن قوانينك تخصك وحدك ولا يمكنك تطبيقها على الآخرين. وحتى لو كانت قوانينك هي الصحيحة فعليك أن تبينها بهدوء كي لا تقابل العنف بالعنف، الأمر الذي يترك للطرفين شعورا بالضيق والتوتر.
· جعل الحياة أكثر صعوبة مما هي عليه: لدى الجميع أحلام كثيرة بعضها كبير والآخر معقول، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تجد أحد أصحاب الشركات يطمح بتحقيق ربح سنوي ضخم، بينما تجد شخصا آخر يحلم بأن يحصل على وظيفة تؤمن له ولعائلته ما يحتاجونه من نفقات. وعندما يتحقق لكل شخص حلمه تجده يشعر بسعادة بالغة، أي إن السعادة لا تتطلب أن نحلم بأحلام بعيدة المنال بحثا عنها.
- الحل: عليك أن تعلم بأن الحياة قصيرة ولا تتسع لمزيد من التعقيدات، حاول أن تختار حلمك وأن تسهل طريقك إليه، وكرس كل جهودك لتحقيقه حتى لو كان حلما بسيطا فهو بالتأكيد سيمنحك السعادة التي يحلم بها كثيرون.