انتهى يورو 2012 بتتويج أصبح شبه اعتيادي
للمنتخب الإسباني بالبطولات الكبرى في الفترة الأخيرة، ومع طوي صفحة هذا
اليورو بكل ما فيها لا بد من الوقوف وتذكر أبرز الوجوه واللقطات التي طبعت
هذه البطولة الأوربية بطابعها الخاص، وهي بالنهاية ما سنتذكره في المستقبل
عندما ينتهي كل الضجيج والحماس الذي يرافق أي بطولة بحجم اليورو.
نجمين كبيرين لبطولة كبيرة:أولاً
لا بد من إلقاء الضوء والتنويه على الشيء الصحيح التي فعلته اللجنة
المنظمة بإعطاء جائزة أفضل لاعبي بالبطولة إلى نجم المنتخب الإسباني الكبير
اندرياس
إنييستا الذي كان على الموعد بهذه البطولة مع فترة من أجمل فترات كرة القدم التي لعبها بحياته،
فلمسات الفنان الإسباني الأنيقة وتمريرات الحاسمة شكَلت مفتاحاً مهمَاً في
هجوم المنتخب الإسباني، وفي ظل الاهتزاز المستغرب في آداء كلٌ من تشافي
هيرنانديز ودافيد سيلفا ببعض مراحل البطولة ما كان من انييستا إلا أن أخذ
الأمور على عاتقه وقاد منتخب بلاده بشكلٍ كبير للتتويج باللقب القاري
الثاني على التوالي.
وبعيداً عن انييستا برز أسطورة منتصف الميدان الإيطالية أ
ندريا بيرلو الذي أبهر جميع متتبعي اليورو وذكرنا بزمن شبابه وأمجاده فظهر بحيوية ورشاقة كبيرين، وكان الأكثر تأثيراً بالنسبة للمنتخب الإيطالي
مشكلاً مركز عمليات والمحرك الأساسي لمعظم عمليات الآزوري الهجومية(كان
رائعاً بمجمل البطولة رغم تأثر مردوده بالنهائي بتراجع مستوى المنتخب
الإيطالي ككل)، ولو أمكن تقاسم جائزة أفضل لاعب فالمايسترو الإيطالي كان
الأحق بها إلى جانب الفنان إنييستا.
بالوتيلي، رونالدو، زلاتان وآخرين:أما بالنسبة لنجوم الهجوم فأولاً لا بد من الإضائة على مدى
تأثير
مهاجمين بشكلٍ خاص على مستوى فريقهم، وهم الثنائي رونالدو وبالوتيلي حيث
تسجيلهم بأي مباراة كان يعني بشكلٍ مباشرٍ فوز منتخب بلادهم،
فتكفلت أهداف رونالدو بتعطيل الماكنات الهولندية واقصائها من الدور الاول،
وعلى الجانب الآخر فبالوتيلي اهتم بالماكينات الألمانية وأوصل الطليان
للنهائي الحلم، كما تجدر الإشارة على مجهودات نجم السويد الأول زلاتان
إيبراهاموفيتش الذي سجل ثلاث أهداف بالدور الأول فقط ومن ضمنهم هدف رائع
أمام الفرنسيين تمَ إختياره كالأجمل بالبطولة، ومعهم برز جوميز بالدور
الأول، ماندزوكيتش مع الكروات وساماراس إلى حدٍ ما عند أحفاد الإغري، وحتى توريس رغم الوقت القليل الذي لعبه.
خضيرة...المفاجأة السارة:وبمعرض
حديثنا عن أبرز المتألقين فلا بد من التوقف عند مركز الإرتكاز الذي أبدع
فيه كثيراً لاعب الريال والمنتخب الإلماني سامي خضيرة، فبحين
انتظرنا شفاينستايجر ليكون العلامة الفارقة بوسط ميدان المانشافت فاجأنا خضيرة بالتألق وسرق جميع الأضواء من زميله الأشقر،
فأظهر التونسي الأصل نزعةً هجومية رائعة وهي التي لطالما ميزت أدائه على
الصعيد الدولي فأحرز هدفاً جميلاً جداً أمام اليونان، كما ساهم بالعديد من
التحركات الهجومية المميزة، لذا فهو استحق وعن جدارة التواجد في تشكيلة
اليورو المثالية الأساسية، كما أن زميله بالريال مسعود أوزيل ظهر بمستوى
جميل في الأدوار الإقصائية
يورو المدافعين المميزين:وهذا اليورو لم يكن كله حول الهجوم والأهداف فكان لنجوم الدفاع أثراً كبيراً في تقرير الفائز به، فيكفي أن
أسبانيا حاملة اللقب لم تتلقى إلا هدف واحد طوال مشوارها في البطولة وهو الشيء الذي تحقق بفعل التألق اللافت لمدافعيها وعلى رأسهم الرائع جداً بالبطولة
سيرجيو راموس،
ومعه الأظهرة التي فاجأة الجميع بقوتها وخاصةً ألبا صاحب الـ23 عاماً،
فبحبن ذكرنا راموس بصخرة الدفاع الإسبانية السابقة فيرناندو هييرو، فقد
فرض ألبا نفسه وبهذا العمر الصغير كأفضل جناح أيسر في البطولة، وإن كان ألبا هو الأفضل على اليسار فلقب أفضل ظهير الأيمن بالبطولة كان محجوزاً بإسم البرتغالي
خوان بيريرا الذي أمتع وأقنع وأكد أنه وحتى إن فقد فالنسيا ألبا على اليسار فهو قد كسب
على اليمين لاعباً من الطراز العالمي(فالنسيا وقع مع بيريرا فور إنتهاء
البطولة).
ونستمر
بالتكلم عن المدافعين ونذكر منهم الصلب جداً بيبي الذي لعب بالفعل وحدة من
أجمل بطولاته وكان قائداً حقيقياً للخط الخلفي البرتغالي
فكما كان
رونالدو هو مفتاح التألق الهجومي للبرتغال، شكل بيبي بالفعل صخرة الدفاع
الصلبة التي ارتكز عليها كامل الخط الخلفي لبرازيل أوروبا،
وبالكلام عن المدفعين المميزين في هذا اليورو لا بد من التطرق إلى قيصر
المانيا الجديد الذي وإن كان لم يكن في الموعد بليلة سقوط الألمان بنصف
النهائي إلا أنه قدَم مباريات أداء رائع باليورو ككل.
حرَاس أساطير...ونصل
الآن للحديث عن أبرز حراس المرمى الذين برز نجمهم بالبطولة، فبهذا المركز
بالذات كانت البطولة زاخرة بحرَاس على أعلى مستوى من نوعية الأسطورتين
بوفون وكاسياس، والألماني الذي يسير بخطى واثقة على درب فرض نفسه أسطورة
مستقبلية كبيرة بحراسة المرمى مانويل نوير، بالإضافة إلى هارت الإنجليزي
وتشيك التشيكي وغيرهم الكثيرين من الحراس المميزين.
وبالفعل
فالبطولة وعدت ووفت من ناحية الأداء المميز من معظم الحراس الكبار المشاركين بها،
فبوفون كان السبب الرئيسي لوصول بلاده للنهائي الحلم وهو الذي وقف وشكل
حاجزاً منيعاً جداً أمام الطوفان الألماني في نصف النهائي، وكاسياس أيضاً
أبى إلا أن يشكل بدوره علامة فارقة كبيرة في هذا اليورو، وقدم أدائاً
خرافياً في النصف نهائي والنهائي، وحتى أمام الكروات بختام مباريت الدور
الأول حيث كان هو لوحده السبب الرئيسي ببقاء الإسبان بالبطولة، و
من
من عشاق اللافوريا روخا سينسى تصدي القديس الرائع لهدف محقق بالدقيقة 59
ربما لو أتى لكان غيًر من مصير المنتخب الإسباني في اليورو بشكلٍ كامل. كما
أن هارت الإنجليزي أتحف الجميع بمستوى باهر وخصوصاً أمام الطليان في الربع
نهائي ومثله نوير الذي وإن لم يقدم أدائاً خرافياً وهو القادر على ذلك إلا
أنه كان بنفس الوقت صمام أمان كبير في الخط الخلفي للمانشافت، ولا يتحمل
أي مسؤولية عن معظم الأهداف التي تلقاها منتخب الالمان.
أهداف خالدة:أخيراً،
كان هذا اليورو ساحةً لأهداف ولقطات مدهشة وهذا الواقع أضاف طابعاً خاصاً
لهذه البطولة، فهدف ابرا الرائع الذي سبق وتكلمنا عنه والذي اختير كالأفضل
هذا اليورو
أظهر المرونة والإبداع الكبيرين التين يمتاز بهما هذا القناص السويدي الكبير،
وبنفس الجودة أتى هدف بالوتيلي الثاني خلال أمام ايرلندا، ومعهما بنفس
الجمالية كان هدف ويلبيك الرائع الذي أهدى به الفوز لمنتخب بلاده الإنجليزي
أمام السويد.
نختم
بالإشادة بيورو كان نجمه الأساسي الحضور الجماهيري الصاخب بالرغم من خروج
الدولتين المستضيفتين من الدور الأول، هذا الحضور البارز أضفى طابعاً خاصاً
ومميز.
كي لا ننسى نجوم هذا اليورو...