من هم الغجر..؟؟؟
تــــــعريف بالغجر
/الغجر عرق يقطن أوروبا منذ القرن الخامس عشر وينتشر ايضا في بعض الدول العربيه، تتكلم لغة مشتركة ولها ثقافة وتقاليد متشابهة، وحتى أواخر القرن العشرين ظلت شعوب الغجر تعيش حياة التنقل والترحال، وللغجر أسماء مختلفة باختلاف اللغات والأماكن التي يتواجدون فيها، ومن أسمائهم الشائعة في أوروبا (الروم)، وهم من بين الشعوب التي تعرضت للاضطهاد من قبل الحكم النازي.
العادات والتقاليد
تعرضهم للحقد والكراهية الكثير من سمات الغجر وتصرفاتهم لا تروق للشعوب المتحضرة، وربما يكون هذا سببا في أن المراجع التاريخية الأوربية تحاول إثبات أنهم ليسوا أوروبيي المنشأ، وأنهم مهاجرون من خارج القارة. مع العلم بان دراسات تذكر أنهم ينحدرون من جبال الكربات في يوغسلافيا
مهن متوارثة
كان الغجر يمتهنون التقاط الطعام والصيد إضافة إلى خبرتهم في الحيوانات والمعرفة التقليدية بطب الأعشاب. في السابق كان يمكن تمييز الغجر سهلاً بسبب أنماط لبسهم الغريبة، ولغتهم الخاصة، فقد كان النساء يلبسن الملابس الفضفاضة المزركشة، ويتخذن زينة من الحلي المختلفة بشكل كثيف ولافت، ويضعن على آذانهن حلقات كبيرة من الفضة تنعكس عليها أشعة الشمس مكونة بريقا يضفي على الغجرية مسحة جمالية خاصة، مع تزيين الوجه وإسبال الشعر الأسود على جانبيه، أما الرجال فيلبسون الملابس المبهرجة متعددة الألوان إضافة إلى وضع لفافة حول الرقبة.
الثقافة
من معتقدات الغجر أن الإنسان خلق من أصول ثلاثة، وأن أجداد البشرية ثلاثة رجال أحدهم أسود وهو جد الأفارقة، والآخر أبيض وهو جد الأوروبيين وأمثالهم من البيض، والأخير هو جد الغجر، وان هذا الجد يسمى (كين)، وقد قتل شقيقه وعوقب من الله بأن جعله هائما في الأرض هو وذريته من بعده. هناك رواية أخرى تقول إن سبب الشتات في الأرض والتنقل هو أن الجد الغجري قد أسرف في الخمر وثمل ولم يستطع الدفاع عن المسيح، ورواية أخرى تقول إن الجد الغجري قد صنع المسمار في الصليب الذي أراد أعداء المسيح صلبه عليه. كل هذا الأشياء تعطي الانطباع بأن الغجر دائما يقفون في صف مناقض للمسيحيين، وقد تبدو هذه المواقف أحد مبررات الكراهية ضد الغجر من قبل الأوروبيين. أما المهن التي يمتهنونها في العادة فهي تخضع لطبيعة حياتهم المتنقلة، فهم عادة لا يسمح لهم بامتلاك الأراضي في الدول التي تؤويهم، وفي غالب الأحوال تكون تجارة بيع الأحصنة والبغال والحيوانات الأخرى، وأنواع التجارة الصغيرة المتنقلة، والصناعات اليدوية كأعمال الفضة والحديد وصياغة الذهب، كما أنهم، ومن جانب آخر عادة ما تكون تهم السرقة وانعدام الأمانة ملازمة للغجر بسبب أسلوب حياتهم المتنقل وسلوكياتهم غير المألوفة.
الديانة
/انقسم الغجر في دياناتهم حيث أصبح جزء منهم مسلمين كما في البوسنة والهرسك، بينما جزء آخر تبعوا مذهب الأرثوذكس في صربيا والجبل الأسود، كما أصبح معظم الغجر في أوروبا الغربية رومان كاثوليك، ولكنهم حافظوا على كثير من معتقداتهم السابقة قبل اعتناقهم المسيحية
اللغات
تفرقت لغة الغجر بتفرقهم وتأثرهم بألسنة القوميات المتعددة التي عاشوا وسطها، ولكن هناك محاولات في الزمن الحالي لتدوينها على الرغم من أن المنشورات الغجرية المكتوبة قد ظهرت أيام الاتحاد السوفييتي في عهوده الأولى.
عآآدآآآتهم وتقآآآليدهم
عآدآت الزوآج
يتزوج الغجري بالغجرية في سن مبكرة جدا وذلك الزواج يتبع التقاليد الغجرية بصرامة من حيث طريقة الاحتفال، ففي البدء يعطي الغجري البنت التي يختارها للزواج لفافة عنقه، وإذا ما ارتدت البنت تلك اللفافة فهذا يعني أنها قبلت الزواج به وإلا فلا، والطلاق نادر الحدوث بين الغجر. وهناك عادة قفز الزوجين للمكنسة، وعادة أخرى غريبة للزواج، وهي أن يتصافح الزوجان ثم تكسر قطعة من الخبز وتسكب عليها قطرات من الدم من إبهاميهما، ثم يأكل كل واحد منهما القطعة التي فيها دم الآخر، ثم يكسر ما تبقى من قطعة الرغيف على رؤوسهما، وبعدها يغادران مكان الاحتفال، ولا يحضران إلا في اليوم التالي للمشاركة في الغناء والرقص وبذلك يتم الزواج.
عادات الولادة
تعتبر المرأة الحامل عند الغجر غير طاهرة، وبالتالي تعزل في خيمة منفصلة بعيدة عن العربة، وعند قدوم ميقات وضع الطفل تذهب الأم المرتقبة بعيدا بمفردها إلى شجرة حيث تضع مولودها هناك، أو تضع مولودها في خيمة أخرى، وتستمر فترة العزل للمرأة بعد الولادة لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى شهرين، بعدها تمارس حياتها العادية اليومية بصورة طبيعية، ولا يلمس والد الطفل ولده إلا بعد أن يتم تعميده (حسب التقاليد المسيحية). الآن تغير هذا الوضع وأصبح بمقدور الغجرية أن تذهب للمستشفى لإجراء عملية الولادة، ويستطيع الزوج أن يزور زوجته وهو في كامل أناقته.
عادات الوفاة
عتبر عادات الوفاة من أكثر العادات القديمة التي دامت عند الغجر، وأيضا تلعب العربة دورا ظاهرا في تلك العادات، فبعد وفاة أحد الغجر تحرق عربته! وفي الأوقات العصيبة يقومون ببناء خيمة وتدميرها عوضا عن إحراق العربة، قبل دفن الغجري المتوفى لا يتناول الغجر الطعام ولا الشراب، ويقوم ثلاثة من الغجر بحراسة المتوفى من الأرواح الشريرة، وقد استمرت هذه العادات حتى عام 1915م، وعادة ما يكون الكفن واسعاً لاحتواء ممتلكات المتوفى إلى جانبه، ويقومون بإلباسه احسن الأزياء لديه، أما المرأة فتدفن معها جميع ممتلكاتها الثمينة، إلا في حالة أن يكون لديها بنات من دم غجري خالص، عندها يرثن تلك الممتلكات.
الغجر في الدول العربيةـ
اسماء الغجر في بلاد العرب :
اسماء عديدة اطلقها العرب قديماً على الغجر ومنها الدوم والزط والسبابجة و القرباط و الغجار بينما يطلق عليهم في العراق الكاولية وفي بلاد الشام النوّر وفي بعض مناطق الخليج الصلبي ، والسبابجة صفة اطلقت على الزط كلهم في اول الامر او على مجموعة منهم بسبب لون بشرتهم الاسمر الداكن، والفرد من هذه الجماعة يقال له (سبيجي او سابج) ، وهم يستاجرون ليكونوا مقاتلين مرتزقة ، فهم يتقنون فنون قتال الهند التي لا يعرفها العرب، وقد اشتغلوا في البصرة كشرطة وحراس سجون ، ولغتهم من لغات الهند ، اختصوا ايضا بالعمل في الملاحة البحرية، وقد استقر بعض السبابجة مع ذراريهم في البصرة حتى ان احد احيائها حمل اسمهم ، فيما قطن الزط اهوار العراق ليعملوا في الزراعة الرعوية.
ويعرف العرب لغتهم على انها اللغة العصفورية. ولغتهم هي الدوماري ، وهي لغة شفهية غير مكتوبة ، يتكلم بها كبار السن من الغجر وتبدو كانها خليط من الفارسية والتركية والهندية والعربية ، وهي لغة تكاد تندثر ، والغجر عادة يتحدثون بلغات ولهجات الشعوب التي يعيشون بالقرب منها .وبعد الهجرات والحروب المتعاقبة للغجر في بلاد العرب بقي منهم عدد قليل في بلاد العرب ، والتجمعات الاكبر منهم الان في الاردن و سوريا والعراق.
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:A...bvi752WdJiGqyQكيف جاء الغجر الي بلاد العرب :
الغجر قبائل هندية الاصل وبالتحديد من حوض نهر السند، و كانوا يعرفون بـزنوج الهند بسبب بشرتهم السمراء، وكانت لهم حلاقة وازياء خاصة ودخلت المجتمع العربي عن طريق بلاد فارس . فيحكى ان الملك الفارسي بهرام جور كان لديه مجلس يزخر بالمتع ، ولكن بلا موسيقى ، فارسل يطلب من ملك الهند (ثانغول) بعض الموسيقيين ، فارسل إليه اثني عشر الف موسيقي من الرجال والنساء ، فاعطاهم بهرام بقرا وقمحا ، وبعد ان نفد ما لديهم، شرعوا يتنقلون في البلاد يرقصون في النهار لكسب الرزق ، وفي الليل يسرقون بمساعدة حيواناتهم المدربة , وحين نزلو بلاد العربية اختاروا بطائح جنوب العراق ومستنقعاته وهذا يؤيد انهم قدمو من بلاد فارس اولا كما اسلفنا وانتشروا نحو الغرب حتى وصلوا بادية الشام ليعيشوا حياة بداوة الصحراء ، فاخذوا يربّون سلالات من الحمير وكلاب الصيد السلوقية ، وقد عرف العرب الزط قبل الإسلام إذ اختلطت قبيلة تميم بهم وجاورتهم قبيلة عبدالقيس في جنوب العراق ، وبعد مجيء الإسلام وانتشاره
الغجر في فلسطين :
الغجر كانوا يمرون في ارض الجولان ومنها إلى فلسطين، وقد كانوا يجوبون المدن الفلسطينية حتى استقر عدد كبير منهم في نابلس ، القدس وغزة. وبعد نكبة عام 1948 تهجّر الغجر كباقي ابناء الشعب الفلسطيني ، واستقر معظمهم في الاردن وتحديدًا في ضواحي عمان ، والقسم الآخر اتجه نحو مخيم جباليا في غزة. ولا يزال عدد من الغجر يعيشون حتى الآن في ضواحي القدس وفي مدينة نابلس ، ويمكن تمييزهم من خلال ملامحهم الخاصة التي لا تشبه العرب.
الغجر في الاردن :
للغجر في الاردن وجهة نظر اخرى فهم يعتقدون ان اصولهم تعود إلى بني مره ، وانهم عرب اقحاح وينكرون اصلهم الهندي ، ويستندون في هذه الرواية إلى "حرب البسوس" وإلى "سيرة الزير سالم" الذي انتقم من بني مرة وامر بتشتيتهم في الارض وحكم عليهم ان لا يركبوا الخيل وان لا يذوقوا طعم الراحة والامن والاستقرار، فهربوا ناجين بارواحهم ، وهاموا في صحاري الجزيرة العربية.
الغجر في العراق :
يشكل الغجر في العراق اقلية عرقية حيث يتراوح عددهم بين 50 و200 الف نسمة، ينتشرون في جماعات صغيرة على عموم القطر العراقي ، ويسكنون في تجمعات قروية او بشرية عادة ماتكون منعزلة عند اطراف المدن او الاقضية ، حيث توجد تجمعاتهم في بغداد- ابي غريب والكمالية - والبصرة - شارع بشار وحي الطرب على طريق الزبير- والموصل في -هجيج والسحاجي- اضافة إلى بعض القرى في سهول جنوب العراق كالديوانية -قرية الفوارة- والمثنى ومنطقة -الفجر - في الناصرية. ويعتقد العراقيون ان هذه الكلمة تعني -كابولي- اي قادم من كابول عاصمة افغانستان، وهذا الجواب يحمل شيئا من الحقيقة ، كما يقول اللغوي العراقي مصطفى جواد ، فالغجر اصلهم من الهند وافغانستان وخصوصا المناطق الجبلية في هذه المناطق، فبشرتهم ولون عيونهم وقوامهم تشبه سكان جبال الهند وافغانستان ، وقد بدا هؤلاء الاقوام يصعدون الى الشمال الغربي منذ الالف الثاني قبل الميلاد ، ودخلوا بلاد فارس ثم نزلوا السهل العراقي في الالف الاول ق.م. وكانوا بدوا رحلا يعتاشون على منتجاتهم الحيوانية خصوصا الحليب وايضا امتهنوا مهنة الرقص والغناء الذي حملوه معهم من ديارهم ليمارسوه في افراح المناطق التي ينزلون جوارها. وللغجر في العراق قصة ، وهي حديثة تحكي عن غزو الراقصات الغجريات للمسرح العراقي في التسعينات ، فخلال سنوات قليلة اقتحمت الغجريات خشبة المسرح العراقي التجاري ، واقتحمن خشبة المؤسسة الاعرق وهي الفرقة القومية للتمثيل ، وإذ بمسارح القطاع الخاص والعام على حد سواء تعج بالغجريات بوصفهن ممثلات ، مما اثار نقاد المسرح والصحافة العراقية.
الغجر في مصر :
في مصر يعود تاريخ الغجر، كما يروي المؤرخ «سفاتيك»، إلى قرون عديدة ، بعد قدومهم من القسطنطينية، وينقسم الغجر في مصر إلى اقسام عدة ، الغجر ، النور ، الحلب ، وارتبطوا كذلك في الموسيقى والغناء، فكانت منهم «العوالم ـ جمع عالمة وهي الراقصة» و«الغوازي» وهي تحمل الدلالة ذاتها. وينتشر الغجر في مدن مصرية عدة اغلبها في الصعيد المصري ، ويتركزون فى بعض الاماكن اشهرها قرية طهواج بالوجه البحرى ويرتحلون خلف الموالد لكسب رزقهم . والرجال بعد الزواج يجلسون فى المنازل ياكلون ويشربون ويدخنون والنساء تعمل وتاتى بالرزق وكثير منهم يحترفون السرقة وعاشروا اللصوص والمطاريد ، وحالياً يعمل الغجر في اٍلاساس في المزارع ورقص الغوازي وعلاج البهائم واصطياد الثعابين وتصليح الكوالين ، والتسول وقراءة الطالع ، وصناعة المراجيح وتجارة الخردة والعطارة ، والعاب السيرك مع حيواناتهم المدربة من قردة وكلاب وثعابين ، ولهم باع في خيال الظل والاراجوز والبيانولا .
الغجر في بلاد الشام :
الغجر في سورية يشكل مجموعة بشرية متجانسة ، يتوزعون في المحافظات الداخلية السورية والحدود اللبنانية ـ السورية ، ويسمون بالقرباط والنور ، فيما يطلق عليهم في الساحل السوري «المطاربة»، ومن المدن ، التي ينتشرون فيها دير الزور، حمص ، حماة ، وحلب ، ففي محافظة الحسكة التي تقع في اقصى الشمال الشرقي ، بجوار الحدود العراقية - التركية يعيش ما بين 2000 و 3000 عائلة غجرية ، وفي محافظة دير الزور التي تجاور الحدود العراقية تعيش نحو 1700 عائلة ، وفي محافظة الرقة يرتفع العدد إلى الضعف تقريبا ، ومثله في محافظة حلب ، إلا ان عددهم يزداد بكثرة ملحوظة في باديتى حمص وحماه ، ففي حماه يصل عددهم إلى 4000 عائلة وربما اكثر وفي محافظة حمص وتحديدا في جورة العرايس ، ينتشرون بكثرة ، ولهم ايضا وجود في منطقة تدمر الاثرية التابعة لمحافظة حمص ، وتنتشر اعداد قليلة منهم في بقية المحافظات والمناطق .و يسكن الغجر في الغالب بجوار المدن ، لان عدد السكان يكون اكثر ، مما يدر عليهم ربحا اكبر ، خاصة لمن يمتهن التسول في الشوارع وامام المساجد ودور العبادة وفي الساحات وعند المفارق والجسور وفي الاحياء وعلى ابواب المنازل . ويتكلمون إضافة للعربية «لغة العصفورة» الخاصة بهم ، وفي لبنان يتوزع الغجر حول حزام المدن ، ولهم تسميات شبيهة بتسميات غجر سورية ، وتعود اصول شريحة واسعة منهم إلى غجر فلسطين ، الذين نزحوا عام 1948م بعد النكبة ، ورغم ان الغالبية العظمى منهم الآن مواطنون سوريون يحملون بطاقات هوية مع هذا بقي الغجر حتى الآن يعيشون في مجتمع خاص بهم ، منغلق عليهم لم ينسلخوا عن عاداتهم وطرق معيشتهم التي ورثوها عن اجدادهم انسلاخا تاما.
الغجر في بلاد الجزائر:
يطلقون عليهم تسمية "بني عامر" و يمكن تمييزهم بمجرد رِؤيتهم و ذلك لإختلاف ملامحهم و لبشرتهم السمراء و لإرتدائهم الذهب سواء رجال أو نساء و هم يعيشون في مناطق خاصة بهم و تجد لهم طباع حادة و قاسية و يمتازون بالمهارة في السرقة حتى لدى الأطفال...