جآك سبآرو
عدد المساهمات : 11997 نقاط : 19091 تاريخ التسجيل : 07/11/2011 المزاج : ماعندى مزاج تعاليق : كن كالشمعة...تحترق حتى تظىء طريق الاخرين ...ومهما كان حجم الظلام ..فشمعة
واحدة ستبدد كل الظلمة ...
| موضوع: دلمون التاريخية .... الثلاثاء يناير 10, 2012 10:17 am | |
|
عدل سابقا من قبل جآك سبآرو في الثلاثاء يناير 10, 2012 10:28 am عدل 2 مرات |
|
جآك سبآرو
عدد المساهمات : 11997 نقاط : 19091 تاريخ التسجيل : 07/11/2011 المزاج : ماعندى مزاج تعاليق : كن كالشمعة...تحترق حتى تظىء طريق الاخرين ...ومهما كان حجم الظلام ..فشمعة
واحدة ستبدد كل الظلمة ...
| موضوع: رد: دلمون التاريخية .... الثلاثاء يناير 10, 2012 10:21 am | |
| == القصة التاريخية ==
وعلى كل حال وبغض النظر عن اسم هذا الملك فان الفترة حول عام 2700 قبل الميلاد شهدت تأسيس أول مملكة في ديلمون وكانت هذه المملكة مشتعلة وترتبط ارتباطا وثيقا مع السومريين الذين تشكلت حضارتهم من عدد من المدن الممالك هي: أور وأوروك ولاغاش واوما وأدب ماري وكيش. وكانت هذه الممالك في صراع دائم بينها لبسط هيمنتها على الممالك الباقية وبالتالي فقد ساعدت هذه الصراعات مملكة ديلمون على الاحتفاظ باستقلال كامل رغم عدم امتلاكها للقوة العسكرية. وفي القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد، ظهرت امبريالية اكر السامية التي امتدت على كل بلاد ما بين النهرين وسوريا واسيا الصغرى، ملتهمة الممالك السورية، الواحدة تلو الأخرى، وباسطة نفوذها شيئا فشيئا إلى منطقة الخليج العربي –حاليا- بما في ذلك مملكة ديلمون، التي قاومت هيمنة الإمبراطورية الأكدية، إلا أن الملك سرجون الأكدي، حقق انتصارا على ملك ديلمون، وضم هذه المملكة إلى إمبراطورتيه الكبرى، إلا أنها – أي مملكة ديلمون – ظلت تتمتع بوضع شبه مستقل عن الامبرواطورية الأكدية، المترامية الأطراف. بقيت مملكة ديلمون، مرتبطة على نحو ما بالأكاديين، طيلة نهوض الإمبراطورية البرابرة الجوتيين الذين لم يستطيعوا أن يؤسسوا لهم مملكة متماسكة مما أتاح للسومريين والأكاديين، إعادة تأسيس ممالك ورثت أراضي لم تشمل بهيمنتها مملكة ديلمون، التي بدأت تتنفس الصعداء، وتشق طريقها، لتشكيل قوة تجارية وبحرية متقدمة في المنطقة وتدخل في تبادلات تجارية مع الممالك والحضارات القريبة، مثل الحضارة الهندية، والحضارة الفارسية التي كانت في أوائل الظهور. ومن هذه الممالك المتفرقة السومرية والأكدية، شكل الملك حمورابي العظيم أول إمبراطورية بابلية حين اخضع هذه الممالك الواحدة تلو الأخرى. وأسس بابل، لتكون عاصمة لملكة وفي عهد حمورابي بقيت مملكة ديلمون تحافظ على وضعها المستقل وان كانت ارتبطت مع عاصمة البابليين بعلاقات تجارية وثيقة، وتكفلت هذه بدورها بحماية مملكة ديلمون من أي اعتداء خارجي وظل الحال علي ذلك حتى عهد الملك "بال-اوستور" أو الملك بالتزار كما جاء في العهد القديم – الذي شهد عهده اضمحلال الإمبراطورية البابلية ووضع نهايتها على يد الفرس الذين بدأوا بالظهور إلى العلن كمملكة قوية ذات جيوش جرارة احتلت أراضي الإمبراطورية البابلية عام 539 قبل الميلاد وبدأت تبسط سيطرتها وهيمنتها علي الشرق، منفتحة عصرا جديدا من عصور الحضارة ترافق إلي حد ما مع مولد المسيح وبدء انتشار الديانة المسيحية في بقاع الأرض. هذه لمحة موجزة على نحو ما، عن الأجواء التي شهدتها أساطير وقصص نشوء التاريخ في ديلمون القديمة ارض الله المقدسة، حيث لا يفترس الأسد الحمل، وحيث لا ينعق الغراب، ولا تصبح المرأة عجوزا. ديلمون، ارض المياه العذبة، ومبدأ تكوين الآلهة السومريين، وارض القمح والحبوب، وميناء العالم كله!
ولقد تتابع علي حكم ديلمون – المملكة خلال هذه الحقبة الممتدة من الألف الثالث قبل الميلاد وحتى ما قبل الميلاد، ملوك عظام، والهة جليلة أسطورية، وتماهت في جزء من هذه الحقبة، العلاقات بين الآلهة والملوك، وبين المعابد والقصور، وبين الحقائق التاريخية والأساطير فتشكلت سيرة ديلمون المملكة من هذه النماذج الأثير... وللملوك قصة أخرى ملوك وأرباب (ما قبل التاريخ) تماهت أرباب ديلمون، مع ملوكها، فكان فيها الرب ملكا في حين، وكان فيها الملك كاهنا في حين آخر، وصار فيها الملك خادما للرب، يحكم بسلطته العلوية، إضافة إلى سلطة الملك الدينوية... فارتبط اسمه خلال حقبة ما قبل الميلاد، بأسماء عديدة ، بعضها حكم ديلمون، وبعضها مر أو سكن فيها، مثل الملك جلجامش، البطل الأسطوري الشهير الذي وصل إليها باحثا عن سر الخلود، إبان بداية عصر الأسر الحاكمة في بلاد ما بين النهرين. ومع أن الأسطورة تفيد بان جلجامش كان حاكما لمدينة (أوروك) إلا انه عندما وصل إلى ديلمون، سكنها فترد من الزمن، حوالي العام 3200 قبل الميلاد. وبالتالي فقد مارس جلجامش سلطته الملكية في ديلمون لفترة ليست طويلة. والحقيقة أن ديلمون – المملكة، مرت خلال هذه الحقب ( من 3200-300 قبل الميلاد)، بأطوار ثلاثة، كما يقسمها المؤرخون، فمن ديلمون الأول إلى ديلمون الثانية، فالثالثة. وعلى هذا فالملك جلجامش، هو من أوائل الملوك الذين مارسوا سلطة دنيوية ودينية معا، في ديلمون – المملكة، وهو بذلك أول، أو ابرز ملوك الطور الأول أو ديلمون الأولى. ومن ملوك هذا الطور أيضا، الملك "ملوكخا" الذي أن احد أسماء ديلمون اخذ نسبة إلى هذا الملك. هناك أيضا الملك "جانبي لغيم" والذي ورد اسمه في حجر طيني شهير، عثر عليه بالقرب من سور مدينة ديلمون حوالي سنة 300 قبل الميلاد. ومن ملوك هذه المرحلة الملك (جيسي تامبو) ابن الملك "جانبي لغيم" وقد تسلم السلطة بعد والده مباشرة حسب ما تؤكد النصوص مع أن إشارات أخرى تدل على انه كان بين هذين الملكين ملك آخر هو الملك "ايلاميلكوم" الذي ورد اسمه في ذات النقش الطيني السالف الذكر.
في الطور الثاني أو ديلمون الثانية، ظهر أسماء ملوك أخرى منهم الملك أيا نصر الذي تشير الحفريات إلى انه كان مشهور بالتجارية بين مملكة ديلمون، والممالك السومرية والأكادية جنوب الرافدين. . ومن ملوك هذا الطور الملك ريموم الذي ورد اسمه منقوشا على "حجر ديوراند" التاريخي وقد جاء اسم هذا الملك مقرونا بالإله "انزاك" سيد الآلهة في ديلمون الثانية. وكان هذا الملك واسع الثراء أشاد القصور لنفسه وبنى المعابد للإله "انزاك" حارس ديلمون. ثم جاء بعده الملك اجاروم والملك "أوسيا نانورا" والملك "ايلي ايباسرا" وجميع هؤلاء الملوك حكموا ديلمون الثانية في الفترة بين 1600 إلى 1200 قبل الميلاد مع أن بعض الإشارات التاريخية المكتشفة دلت علي أن من هؤلاء الملوك كانوا نوابا لملوك عظام في بلاد الرافدين، وهذا يشير إلى أن ديلمون – المملكة مرت في حقبة من التبعية للإمبراطوريات التي قامت في بلاد الرافدينفي الطور الثالث برزت أسماء لملوك من مثل الملك "هوندراو" الذي تزامنت دولته مع اشتداد عنفوان وهيمنة الإمبراطورية الآشورية رغم ذلك فقد حافظت مملكة ديلمون في عهده على استقلالها الكامل وارتبطت مع الإمبراطورية الآشورية بعلاقات ودية كما ارتبط هذا الملك مع ملك آشور العظيم "آشور بانبال" بعلاقات صداقة حميمة تماما مثل أسلافه الملوك الذين سبقوه. ومن هؤلاء الملك "اوبيري" ملك آشور والملك "قانا" الذي عاصر الملك الآشوري "سنحاريب" أي حوالي 700 قبل الميلاد. لقد تمتعت مملكة ديلمون في عهود هؤلاء الملوك وغيرهم من الملوك الذين لم ترد أسماؤهم في الحفريات والمكتشفات التاريخية تمتعت هذه المملكة الشهيرة بنهضة حضارية مميزة وبمكانة دولية متقدمة وتبادلت الكثير من ثقافاتها ومفردات حضارتها مع الحضارات العظيمة المجاورة. ومع أن غالبية هؤلاء الملوك تميزوا بالقوة والنفوذ والثراء الملوكي وحافظوا علي استقلال المملكة وترسيخ مكانتها وقيمتها إلا أن بعضهم خضع لهيمنة إمبراطوريات بلاد الرافدين، ودفع الجزية لهذه الإمبراطوريات تلافيا لشرورها غير أن الثابت أن ديلمون المملكة عاشت فترات طويلة من الازدهار الحضاري خلال هذه الحقبة التاريخية القديمة، وساهمت في تطور ركب البشرية وإنهاض الحضارة الإنسانية ولعبت دور الوسيط التجاري بين عدد من الممالك العظيمة والإمبراطوريات الضخمة في تلك الحقبة الكبيرة من الزمن وتشير الحفريات والمكتشفات التاريخية التي وصلت إلينا عن هذه الحقبة إلى كثير من المعارف والمكتشفات ديلمون للحضارات الأخرى مثل صناعة الأختام الدائرية وصناعة الفخار والبناء والسفن واستخراج اللؤلؤ وصناعة النحاس واستخراجه وبناء شبكات الري في قنوات مخفية تحت الأرض هذا إضافة إلي ما ساهمت به حضارة ديلمون المملكة في اغناء الفكر الإنساني والاجتماعي من أفكار ومعارف متعلقة بعلوم الاجتماع والديانات والحياة بعد الموت والتعليم. ومن بين الرسائل الطريفة التي اكتشفت عن مدينة نفر بوادي الرافدين وجدت رقم طينية تدل بوضوح علي ما كانت تتمتع به مملكة ديلمون، من مكانة وسلام اجتماعي ومركز حضاري ففي إحدى هذه الرقم الطينية رسالة من ملك ديلمون "ايلي ايباسرا" إلى الملك (إيليا) في بلاد الرافدين تظهر الحقبة القديمة من دور طليعي في بث السلام بين الدول والممالك.. وتقول الرسالة إلى إيليا ملك نفر : هذا ما قاله أخوك ايلي ايباسرا ملك ديلمون فتمنحك الآلهة الصحة والعافية.
ولحرسك انزاك وميسكيلاك إلهة ديلمون أن بدو اهلامو لا يتحدثون إلا بمنطق العنف والسلب والنهب وعن الوفاق لا يتكلمون وقر فرض الإله علي أن ادعوهم إلى الوفاق ولكنهم لم يستجيبوا لذلك. سكان ديلمون قام مجتمع ديلمون القديمة علي التشكيل الأولي البدائي للمجتمع في ذلك الوقت أي التجمع لأفراد واسر في مكان ما من الأرض والتوافق بينهم علي نظام ما يحكم حياتهم مرجعه الأول والرئيس هو العلاقة مع الآلهة وخدام هذه الآلهة من الكهان والوسطاء الدينيين ولذلك فمن الطبيعي أن نتصور أن الحكام في هذه المجتمعات البدائية كانوا هؤلاء الوسطاء والكهان الذين يسيطرون على العلاقة ببين البشر والآلهة وكانت مساكن هؤلاء الحكام الدينيين هي المعابد التي تقام للآلهة ومن حول هذه المعابد كانت تتشكل تجمعات سكانية تقترب بحسب ثراء أصحابها ومكانتهم الاجتماعية من هذه المعابد وهذه الصورة لهذه المجتمعات البدائية تتوافق تماما مع ذات الصورة المقررة لها في مملكة ديلمون أو في ممالك بلاد الرافدين وشيئا فشيئا بدأ هؤلاء الكهان يفقدون بعضا من نفوذهم الديني لصالح الأشراف والسادة الكبار والأثرياء وأصحاب القوة الدنيوية. وأحيانا كان الكهان أنفسهم يغلبون اهتماماتهم بالسلطة الدنيوية أو الزمنية، على السلطة الدينية أو الروحية ويفضلون ممارسة دور الملك الحاكم على دور الملك الكاهن. وهكذا حدث الانفصال بين السلطتين الدينية والزمنية وأصبح لهذه السلطة سير وللأخرى سير آخر تربط بينهما علاقة متفاوتة ونسبية وتختلف باختلاف نفوذ وقوة أي من صاحبي هاتين السلطتين. ومن هنا بدأ يظهر تعبير "لوكال" أي الرجل العظيم والمرادف لتعبير ملك ليدل على السيد صاحب السلطة المدنية. لقد أكدت الأساطير السومرية القديمة الأولى
............. ................. |
|
جآك سبآرو
عدد المساهمات : 11997 نقاط : 19091 تاريخ التسجيل : 07/11/2011 المزاج : ماعندى مزاج تعاليق : كن كالشمعة...تحترق حتى تظىء طريق الاخرين ...ومهما كان حجم الظلام ..فشمعة
واحدة ستبدد كل الظلمة ...
| موضوع: رد: دلمون التاريخية .... الثلاثاء يناير 10, 2012 10:23 am | |
| أما النظم السياسية حسبما تقول المكتشفات التاريخية، فتشير إلى أن معظم ملوك ديلمون، كانوا يحكمون بموجب سلطتين واحدة إلهية باعتبار الملك مبعوث السماء وواحدة زمنية تبعا لنفوذه وقوته ومنعته وقوة قبيلته وكان الحكم وراثيا فثمة الكثير من هؤلاء الملوك تشير الحفريات والنقوش إلى أسمائهم وأسماء آبائهم الملوك أيضا وكانت العوائل والأسر الحاكمة الملكية تتميز غالبا بثرائها وحياتها المترفة إذ تشير النقوش التاريخية إلى طبيعة الأثاث الذي كانت تستخدمه هذه الأسر والى قيمة الأدوات التي كانت يستخدمنها والمطعمة باللؤلؤ والأحجار الكريمة. ويصل بين الملك وبين الرعية أفراد من علية القوم يكونون مستشارين للملك، ورؤساء للعائلات والقبائل يشكل هؤلاء حاشية الملك غالبا هذا إضافة إلى (مجلس المسنين) الذي يضم رجالا عركتهم التجارة وتميزوا بالحكمة والنضوج والتقدم في السن ومهمة هؤلاء تقديم المشورة للملك والتوسط بينه وبين أفراد الرعية والقيام بالمهام التي يوكلها إليهم الملك كالسفارات إلى الملوك الآخرين في مشارق الأرض ومغاربها ثم يأتي الكهان وخدام الآلهة الذين يتمتعون أحيانا بسلطات دينية ربما تعادل سلطة الملك نفسه، ويضاف إلى هؤلاء العرافة الذين يعملون في القصور الملكية والمعابد ويمارسون أعمالهم الخاصة للملك والكهنة وأعمالهم العامة لبقية الناس وكانت الطبابة والمعالجة تدخل ضمن اختصاصات هؤلاء العرافين الذين أكدت النقوش أنهم كانوا يستخدمون أدوات طبية دقيقة ومتقدمة نوعا ما. ازدهرت حضارة ديلمون في الألف الثالث قبل الميلاد متزامنة مع ازدهار حضارة السومريين في بلاد ما بين النهرين وفي الوقت الذي تعترف فيه الأساطير السومرية بان أصل موطن بعض الآلهة السومرية هو ديلمون فان المؤرخ "هيرودتس" ذكر أن أصل الشعوب السومرية من ديلمون وان الجدود الأوائل لهم كانوا فيها ومنها تعلموا حرث الأرض وزراعتها وجنبي الحبوب والمحاصيل كما تعلموا فيها الكتابة وصناعة الفخار. ومع تشكيل أول مدينة – مملكة في ديلمون فقد ارتبطت شيئا فشيئا بعلاقات وطيدة مع أحفاد الجماعات التي خرجت منها أي السومريين في بلاد الرافدين غير أن هذه العلاقات كانت تخضع في الغالب لمدى قوة الدولة في ديلمون ومدى أطماعها في بلاد الرافدين فالعلاقات بين ملوك ديلمون وملوك السومريين كانت في اغلب الأوقات مستقرة يقررها طابع حسن الجوار والتواصل الفكري والتجاري إضافة لعلاقات الصداقة بين الملوك ويبدو أن الحال بقي كذلك إلى عصر الملك سرجون الأول الاكدي حوالي عام 2200 قبل الميلاد إذ تشير النقوش والكتابات المسمارية وروايات التاريخ أن هذا الملك تميز بأطماع توسعية لا تكاد تتوقف في نفس الوقت الذي تميزت ديلمون بالنزوع إلى المحافظة على استقلالها كيانها المزدهر ولذلك فقد شن سرجون الأول الاكدي حملة عسكرية كبرى علي ديلمون وأخضعها لإمبراطوريته العظيمة وكان يأخذ من ملوكها الجزية. غير أن مملكة ديلمون وان كانت خضعت لسرجون الأول الاكدي إلا أنها عملت في نفس الوقت على تحقيق ازدهارها التجاري والاقتصادي وتابعت تنمية علاقاتها التجارية مع الممالك الأخرى مثل مملكة "مجان" – أي عمان حاليا- ومملكة "ميلوخا" – أي الهند حاليا- وغيرها من الممالك القريبة.
ونتيجة لهذه العلاقات التجارية فقد أثرت حضارة ديلمون على مسار حضارات هذه الممالك والشعوب تأثيرا واضحا تمثل في تصديرها للكثير من المعارف والعلوم والحرف والفنون إلى هذه الممالك ونتج عن ذلك أن أصبحت مملكة ديلمون جنة سلام للتجار والتجارة، وموئلا لهم يقصدونها من مختلف بقاع الأرض للعيش فيها أو للاستفادة من خبراتها. ويؤكد المؤرخون أن مملكة ديلمون في هذه الفترة احتكرت تجارة معدن النحاس، والتمور والأخشاب إضافة إلى التمور واللؤلؤ. وترتب على ذلك المزيد من الازدهار للمملكة والمزيد من التنمية العمرانية السكانية إضافة إلى أنها ابتكرت العديد من النظم التجارية المتعلقة بأساليب استيراد وتصدير البضائع وتحصيل الرسوم والمكوس والضرائب ونظام الأوزان والمكاييل، ونظام الأختام والمخازن التجارية العامة وغير ذلك من المبتكرات التي أخذتها عن ديلمون الحضارات والشعوب الأخرى. والحقيقة أن ديلمون المملكة الشهيرة تعرضت إبان تبعيتها للممالك المتواجدة في بلاد الرافدين لما تعرضت له هذه الممالك من غزوات بربرية أحيانا ومن ضعف واضمحلال أحيانا أخرى وربما انعكست ظروف الحياة والظروف السياسية في الإمبراطوريات السومرية الآشورية والأكادية علي ديلمون أحيانا غير أن هذه المملكة ظلت على الدوام قبلة أنظار الشعوب المجاورة وملاذ الفارين من ظلم وجور الحكام وموئل التجار والفانين والشعراء والبنائين الذين ساهموا بدورهم في ازدهارها وطليعيتها. كما تعرضت ديلمون لبعض الغزوات البربرية ومثلها في ذلك مثل الممالك السومرية والآشورية والكدية في بلاد ما بين النهرين ويذكر التاريخ أن بلاد ما بين النهرين تعرضت في الفترة ما بين عامي 1600-1200 قبل الميلاد لغزوات برابرة هم "الكيشيون" الذين زحفوا إليها من آسيا الوسطى وتابعوا طريقهم حتى وصلوا إلى ديلمون فعاشوا فيها فسادا وخرابا وقتلوا إعداد كبيرة من سكانها إلى أن تمكن الآشوريون من طردهم من البلاد، بما في ذلك مملكة ديلمون، التي قاومت الغزوة بسكانها المحليين حتى استطاعت طردهم واستيعاب جزء منهم فضلوا العيش فيها والانتماء إليها. وفيما بعد ارتبطت المملكة السعيدة ديلمون بعلاقات متمايزة مع الممالك والإمبراطوريات الآشورية والبابلية تمثلت غالبا بالصداقة وحسن الجوار وان طاولتها التبعية والخضوع في أحيان أخرى غير أن أسوا ما تعرضت له هذه المملكة جرى من خلال علاقتها مع الفرس. الفرس هم شعب من أصل هندو - أوروبي، أتى من شمال القوقاز في الألف الأول قبل الميلاد وقد ظهر اسم هذا الشعب لأول مرة في عهد الملك الآشوري\البابلي مشلمنصر الثالث (858-824 قبل الميلاد). وأول موجة غازية من هذه الشعوب عرفت "بـالميديين" الذين انشئوا في القرن الثامن قبل الميلاد مملكة قوية عاصمتها "أكباتان" التي تعرف حاليا "بـهمذان" ومن هؤلاء تشكلت الموجة الثانية التي عرفت باسم الفرس واستقرت في أوائل القرن السابع قبل الميلاد جنوب شرق "سوسة" حيث تأسست مملكة صغيرة أسسها "اخمينيس" جد الاخمينيين، الذي قسم مملكته فيما بعد بين ولديه: "قورش" و "اريارامني" وفي الوقت نفسه ظهر الملك الميري "سياكزار" الذي قرر توحيد الممالك الفارسية عام 584 قبل الميلاد ونجح في ذلك بعد أن صاهر ملك الاخمينيين "قمبيز". غير أن ظهور الإمبراطورية الفارسية الكبرى تأخر حتى عام 559 قبل الميلاد حيث نجح قورش الثاني الكبير في ذلك منهيا عهد الميديين وموحدا جميع القبائل الفارسية تحت رايته ثم انطلق يفتح العالم باسطا نفوذه وسيطرته شواطئ بحر ايجة والبحر الأحمر غير أن مملكته ديلمون لم تخضع للإمبراطورية الفارسية حتى عهد الإمبراطوري داريوس الكبير الذي وسع الإمبراطورية الفارسية حتى تصل إلى بلاد الهندوس وقام بضم مملكة ديلمون إلى إمبراطوريته الضخمة لتشهد هذه المملكة التي ظلت آمنة مطمئنة أول عهود الاحتلال والهيمنة الأجنبية عليها هذه العهود التي تكرست فعليا إبان فترة حكم السلالة الساسانية لبلاد الفرس. الساسانيون تتابعت سلالات عرقية عديدة على حكم بلاد فارس، عبر التاريخ ضمن العيلامينين إلى الميريين إلى الاخمينيين الفرس إلى الباريين الذين أسسوا حضارتهم على ما ورثوه من الاخمينيين إلى الساسانيين الذين تقوضت في عهدهم الحضارة الفارسية على أيدي المسلمين. ومنذ قيام قورش الاخميني الكبير بتوطيد ركائز إمبراطوريته الفارسية الضخمة ظلت مملكة ديلمون أو "تايكلوس" كما كانت تسمى إبان عهد الحضارة الآشورية والكلدانية ظلت هذه المملكة تخضع لنفوذ ملوك الفرس، وتتمتع بين فينة وأخرى بحكم شبه مستقل عن الإمبراطورية الفارسية تبعا لقوة أو ضعف السلالة الحاكمة في بلاد فارس.. غير أن مملكة ديلمون أصبحت جزاء من الدولة الساسانية التي لم تعد تعترف بديلمون باعتبارها مملكة..
ظهر الساسانيون عام 208 للميلاد كملوك للدولة الفارسية، وكان درهم ساسان كاهنا في معبد الربة "انا خيتا" في اصطخر ةةرثه ابنه "باباك" الذي ضم إلى مسؤولياته الدينية مسؤوليات دنيوية ورثها أيضا عن والد زوجته – أمير اصطخر- فاجتمعت له الرئاسة الدينية والدنيوية وباشر بتأسيس أول حكم لهذه الأسرة غير أن ابنه اردشير الذي اخضع الأمراء المحليين وقضى على الاخميينين يعتبر هو المؤسس الفعلي للإمبراطورية الساسانية التي امتد حكمها لأكثر من أربعة قرون أي حتى أوائل القرن السابع الميلادي حيث عمت الفوضى هذه الإمبراطورية الضخمة وقتل آخر ملوكها يزدجرد الثالث على يد العرب المسلمين، في معركة نهاوند عام 651 ميلادي لتصبح بلاد فارس خاضعة لحكم العرب المسلمين، بما في ذلك الممالك والإمارات التي كانت خاضعة لها مثل البحرين أو "ديلمون" كما تسميها بعض المراجع التاريخية في هذه الفترة. وإبان نشوء وارتقاء الدولة الساسانية شهدت البحرين عهد الجرهائيين وهم من أصل كلداني وقد أطلق عليهم هذا الاسم نسبة إلى مدينة "جرهاء" التي أسسوها في البحرين و التي كان تسمى حسب اللغة الطرانية "كايلوس".وتشاء المنافسة التجارية أن تنهي فترة سيطرة الجرهائيين على البحرين أو "كايلوس" على أيدي القبائل العربية التي اتحدت فيما بينها فشكلت حلفا وأطلق عليه اسم تنوخ هاجم الجرهائيين بزعامة مالك بن فهم القضاعي، الذي استقر حكمه في البحرين فيما أصبحت تعرف باسم "اوال" نسبة إلى اسم الصنم الذي كان تتعبده قبائل تنوخ تماما كما سميت المحرق بهذا الاسم نسبة إلى صنم المحرق الذي كانت تعبده قبيلة بكر بن وائل وهي القبيلة التي ينتمي إليها آخر الحكام على البحرين –اوال- من قبل الملك الساساني وهو المنذر بن ساةى التميمي. ومما يجدر ذكره هنا أن قبائل تنوخ التي أسست حكمها في البحرين –اوال- تطلعت بحكم قوتها ونفوذها لمد سلطاتها إلى بلاد ما بين النهرين فتتابعت غاراتهم على هذه البلاد وأسسوا هناك دولة المناذرة التي دخلت في حلف مع الساسانية ثم ما لبثت أن خضعت لنفوذ الملوك الساسانيين مثلها مثل البحرين أو "اوال". ............ .................. |
|
عراقي غيور
مشرف قسم التقنيات
عدد المساهمات : 5987 نقاط : 12221 تاريخ التسجيل : 03/12/2011 العمر : 39 المزاج : الحمد لله على كل شي MMS
| موضوع: رد: دلمون التاريخية .... الثلاثاء يناير 10, 2012 7:21 pm | |
| عاشت الانامل على المجهود ياورد
واصل ابداعك |
|
جآك سبآرو
عدد المساهمات : 11997 نقاط : 19091 تاريخ التسجيل : 07/11/2011 المزاج : ماعندى مزاج تعاليق : كن كالشمعة...تحترق حتى تظىء طريق الاخرين ...ومهما كان حجم الظلام ..فشمعة
واحدة ستبدد كل الظلمة ...
| موضوع: رد: دلمون التاريخية .... الثلاثاء يناير 10, 2012 8:33 pm | |
| كل الشكر لك اخى عراقى غيور....... |
|