بسم الله الرحمن الرحيم
ان هذا الموضوع أصبح من المواضيع التي شغلت الناس ورسخت في أذهانهم فقد لوحظ
ان كثيرآ من الذين ينبشون قبور الفراعنة , أو يشاركون في نقل رفاتهم , يصابون بأنواع من المصائب
وفي هذا الموضوع قصص كثيرة , حتى أعتقد كثير من الناس أن لجثث الفراعنة لعنة تصيب كل مـــــن
أقترب منهم , وقد تساءل الكاتب الألماني ( فيليب فاندنبرج ) في كتابه ( لعنة الفراعنة ) بعد دراســــــة
عميقة عن سر هذه اللعنة فقال :ـ
01 هل اللعنة اشعاع ذري ؟ أو استخدام الفراعنة للمواد المشعة التي يتعرض لها كل من فتـــــــــح
المقبــــــــــــــــــرة ؟
02 هل اللعنة نوع من الغازات السامة تخرج من الأعشاب والخشب عند فتح المقبرة ؟
03 هل هي نوع من النظريات تلاحق كل من أكتشف المقبرة أو لعب في الخشب ؟
04 هل اللعنة مجرد صدفة أن يموت الانسان في نفس وقت الأكتشاف ؟
05 هل الخفافيش في الدهاليز والمقابر لها دخل فيما يصيب الناس بالهذيان حتى الموت ؟
06 هل لصوص المقابر من الأجانب الذين ماتوا في ظروف غامضة قد أصابهم التراب الـــــــــذري
أو السم النباتي ؟
ويمضي هذا الكاتب في سرد الحيرة والدهشة لما يحدث في مقابر فراعنة مصر الأثرية ,
ثم يعقب قائلآ :ـ (( كيف نفسر أنه حيث توجد مومياء فرعونية في أي مكان فلابد من كارثة تحل بهذا
المكان , ان أعظم باخرة أنشأها الانسان واسمها ( تيتانيك ) اصطدمت بجبل من الجليد وغرقــــت ,
لأن بها مومياء فرعونية مسروقة , ثم ما الذي أصاب العلماء والأطباء المصريين الواحــــــد وراء
الآخر ؟ وبنفس الحيرة وتلك الدهشة يتساءل ( أنيس منصور ) في كتابه ( لعنة الفراعنة ) قائلآ :ـ
ان عددآ كبيرآ من العلماء , يؤمن بأن هناك شيء ما في داخل الأهرام والمقابر الفرعونيــــــــــة ,
جميعها يضر بصحة الانسان , ولكن ماهو هذا الشيء ؟ لا أحد يعرف
فما هي قصة ما يسمى بـ ( لعنة الفراعنة وكيف بدأت ؟ وماهو التفسير
لما يحدث لكل من يشترك في البحث عن جثث فراعنة مصر القدمـــــــاء
وكنوزهــــــــــــــــــــــــــــــــــم ؟
===============================================
بدأت قصة ما يسمى بـ ( لعنة الفراعنة ) يوم 6 نوفمبر لعام 1922 / يوم أبـــــــــــــــرق
( هوارد كارتر ) برقية الى اللورد ( كارتر فون ) يقول فيها :ـ (( اكتشفت شيئآ رائعآ فــــــي وادي
الملوك !! وقد أسدلت الغطاء على الأبواب والسراديب حتى تجيء أنت بنفسك لترى ))
وحضر اللورد الى الأقصر يوم 23 نوفمبر , وبرفقته ابنته , وتقدم كارتر وحطم الأختام
والأبواب , ليجد جثة الملك ( توت عنخ أمون ) راقدآ منذ ( 35) قرنآ من الزمان , وأهتزت صحف
العالم لهذا الخبر , وتناقلته الناس , وفجأة بدأ قلب ( كارتر ) يدق بسرعة , وأحس بخوف شديد ,
ولكن الكنز والذهب والشهرة شغلته عما يحس به
وفي يوم الأفتتاح , حضر اثنان وعشرون رجلآ دعاهم ( كارتر ) لحضور الأفتتاح , ولكن
فجأة حدث شيء غريب !!!! ان ثلاثة عشر رجلآ من الذين دعاهم ( كارتر ) لحضور الأفتتاح ماتوا
الواحد وراء الآخر وفي ظروف غامضة , أما اللورد ( كارتر ) , فقد أصابته حمه مفاجئة , وقد
أخذ يصرخ النار في جسمي !!!! وكان يقول وهو يهذي :ـ
(( انني أرى أنه سيدحرجونني على رمال الصحراء , ويعصرون النار في فمي ))
وحضر ابنه من الهند , ليزوره فمرض ومات بسرعة في فندق كونتننتال في القاهرة , وبعده مات
معاون ( كارتر ) في الحفر ( وارتر ميس ) الذي بعث به المتحف الأمريكي , وجاءت وفاته نــوع
من الأحتراق الشديد , ويذكر أنيس منصور : قصصآ لأناس أصيبوا بكوارث وكان لهم علاقـــــة
باكتشاف المقبــــــــــــرة
ويذكر الدكتور محمد محمد جعفر , في كتابه ( السحر ) من هذه القصص فيقول :ـ
(( وفي المتحف البريطاني الآن تابوت دقيق الصنع لمومياء مصرية كانت احدى أفراد العائلــــــة
المالكة ومن عداد الكاهنات ))
وقصة هذا التابوت ـ كما دونتها سجلات المتحف البريطاني ـ تثير العجب , فقـــــــــــــد
اشترى من مصر هذا التابوت المستر ( دوجلاس مواري ) لنقله الى منزله بلندن , وقد وقــــــع
لهذا الشخص ولكل من اتصل بهذا التابوت فواجع ومصائب , حتى تخلصوا منه بهديته الــــــــى
المتحف البريطانــــــــــــــــــي
ففي يوم شراء التابوت , وبيينما كان المستر دوجلاس ينظف مسدسه , انطلقت منــــــــــه
رصاصة أصابته في فخذه الأيسر , الأمر الذي استدعى اجراء عملية له أدت بحياتــــــــــــــــــــه
أثنــــــــاء عملهــــــــــــــــا
وكان قبل اجراء العملية أوصى أحد رفاقه الذين اصطحبوه لزيارة مصر ـ ويدعى المستر
( هوبلي ) أوصاه بأنه في حالة حدوث أي حادث له أثناء العملية , فعلى المستر ( هوبلـــــــي )
ـ المذكور ـ أن يسلم التابوت الى شقيقته الكائنة بشارع ( بيكر ) بلندن , وأستعد المستــــــــــــر
( هوبلي ) لتنفيذ وصية صديقه , فحمل التابوت الى بور سعيد تمهيدآ لنقله بالباخرة الى لنــــدن
ولكن عند وصوله الى بور سعيد , وجد برقية من لندن في انتظاره تخطره بموت شقيقه مقتولآ ,
وعندما وصل الى لندن وقبل أن يسلم التابوت لشقيقة المستر ( دوجلاس ) , وعندما استلمــــت
شقيقة ( دوجلاس ) هذا التابوت وضعته في احدى أركان الصالة , ومن اللحظة التي حل فيهــــا
بالمنزل توالت المصائب , فيوم استلامها ماتت طفلتها أثناء عبورها الطريق وهي في طريقهــــا
للمدرسة اثر اصطدام سيارة بها , وبعد اسبوع توفى زوجها منتحرآ على وفاة ابنته , وسـاءت
أمورها المالية , فأنزعجت وفقدت أعصابها , وأستدعت المنجمين والوسطاء ومحضري الأرواح
الذين أجمعوا على أن وجود هذا التابوت بمنزلها سيتسبب عنه مصائب متتالية لايمكن منعهـــــا ,
فارتعدت فرائصها واتصلت بالمتحف البريطاني , لنقله اليه هدية منها , وأثناء حمل التابــــــوت
لوضعه في المكان المخصص له بالمتحف تهكم أحد الحمالين , وهزأ بعقلية مواطنيه الانجليـــــز
الذين يعتقدون في خرافة الفراعنة , ومخلفاتهم البالية التي يخصصون لها متحفآ خاصآ ليعمل فيه
أبناء بلدتهم كالخدم , وما أن أستقر التابوت مكانه , حتى أصيب هذا الحمال بآلام حادة , جعلته
يتلوى بضع دقائق , ثم سقط ميتآ بجوار التابوت
وأهتم جميع المشتغلين بالآثار المصرية بانجلترا بأمر هذا التابوت , وشكلوا لجنة للبحث
في مشكلته , وكلفت هذه اللجنة بدورها شركة ( هـا مانسل ) للتصوير الفوتوغرافي بالتقاط
جملة صور لهذا التابوت من زوايا مختلفة 0 وأرسلت الشركة مندوبها لألتقاط الصور المطلوبـــــة
وأنجز مهمته 0 وعاد الى الشركة ليجد مأمورية أخرى في انتظاره فذهب اليها وعند عودته الــــى
الشركة أصيب في حادث بترت على أثره أصابع يده اليمنى , وأصبح عاجزآ عن التصويــــــــــــر ,
وعندما طبعت صورة التابوت , وجد منقوشآ على أحد جانبيه صورة آنسة أو شابة صغيرة الســـن
بملابس الكهنة وقد علت ملامحها أمارات الغضب والشر , وبسؤال كل من رأى التابوت, أو أتصل
به قبل تصويره أقر الجميع بأنهم لم يشاهدوا بتاتآ أي صورة من أي نوع على أي جزء فيـــه
ان من السحر ما يستمر مفعوله أيام , ومنها ما يستمر مفعوله أسبوع , ومنها ما يستمر
أشهر , ومنها ما يستمر مفعوله مئات بل ألوف السنين , اذا لم يبطل السحر , فتتوقف المــــــــدة
التي يستمر فيها مفعول السحر على بقاء المادة التي كتب بها السحر , فاذا كتب السحر على ورقة
أو قطعة قماش أو صورة شخص , وتعرضت هذه الورقة أو قطعة القماش أو تلك الصورة للتلــــف
مثلآ أو الحرق , بطل السحر
لذا تجد في بعض الأحيان يضع الساحر ـ لعنه الله ـ سحره في علبة من النحاس السميــــــك
ويغلقها بالرصاص المصهور حفاضآ لمادة السحر من التلف , وقد كان فراعنة مصر القدماء مـــن
أعلم الناس بالسحر , وأخبرهم بفنونه , وقد وصف الله عز وجل سحرهم مع نبيه موسى عليــــــه
السلام بأنه سحر عظيم , فقد قال سبحانه (( قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم
وجاءوا بسحر عظيم )) 0 الآية 116 من سورة الأعراف
ومما تبرزه الدراسات التاريخية , والبحوث الآثارية عن تاريخ مصر الفرعونية , أن الفراعنة
كانوا من أبرع الناس في استخدام السحر , والواضح من جميع الآيات التي وردت في القرآن الكريم
عن قصة سحرة فرعون مع النبي موسى عليه السلام , أنه كان لايوجد للقوم دين غير عبــــــادة
ملوكهم الذين أدعوا الألوهية , ففرعون هو الرب الأعلى كما زعم وهو الأله كما أدعى , يقـــــول
الله عزوجل مخبرآ عن فرعون (( فقال أنا ربكم الأعلى )) 0 الآية 24 من سورة النازعات
ويقول سبحانه (( وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من اله غيري )) الآية 38 القصص
لذا سخر هؤلاء السحرة فنون سحرهم لخدمة هؤلاء الملوك في حياتهم وفي مماتهـــــم ,
لذلك كان هؤلاء الملوك يقربون اليهم المهرة من السحرة ويجزلون لهم العطايا , فالملك رمسيس
الثالث ( 1197 ـ 1165 ) قبل الميلاد منح كبير الكهنة في عصره ( 88786 ) أسيرآ وهو حـــر
في أن يبيعهم أو يقتلهم فلا حسيب عليه ولا رقيب , وأعطاه أيضآ (32) طنآ من الذهب
وفي القرن الحادي عشر قبل الميلاد , تلقى كهنة الآله أمون (2400) مزرعة و ( 83 )
سفينة , و ( 46 ) ميناء , ونصف مليون من الأغنام
هكذا كانت العلاقة بين هؤلاء السحرة وملوكهم علاقة قرب , لذا أتت معجزة نبي الله موسى
عليه السلام من جنس العمل الذي برعوا فيه , فمبارزتهم له وهزيمتهم أمام المعجزة الألهية الربانية
مذكورة كذلك في القرآن الكريم , ولما كان الفراعنة وملوكهم يؤمنون بعقيدة البعث والخلود , وأنهم
سيقومون من موتهم ليجدوا ملكهم وكنوزهم , وخدمهم , لذا أمروا السحرة لأستخدام فنون السحر
في تحنيط الجثث , وحراستها , وحراسة مقابرهم , وكنوزهم بسحر يقاوم عمل الزمان ويستمــــر
وقت طويل , فقام السحرة بنحت سحرهم على صخور قوية , والظاهر ـ والله أعلم ـ أن النقــــوش
الأثرية الموجودة في قبور الفراعنة , وآثارهم تحوي بين نقوشها الطلسم السحري , المعمــــــول
لحراسة المقبرة , أو الكنز , كذلك استخدام السحرة الحديد القوي لنقش الطلسم السحري عليـــه ,
فقد تجد قطعة من الحديد على شكل تميمة بين مجوهرات الكنز الأثري , أو في عنق الجثــــة
داخل التابوت , فعند اكتشاف جثة الملك توت عنخ أمون , وجدوا حولها ( 143 ) قطعة مــــــــــن
المجوهرات الثمينة , والذي حير العلماء أن من بين هذه المجوهرات قطعة من الحديد غريبــــــــة
الشكل , منقوش عليها نقوش فرعونية 0 وحينما بحثوا عن تفسيرها في كتاب الموتى وجــــــــدوا
تفسيرها أنذار يقول (( كل يد تمسك تنقطع , كل أنف تشمك يسقط , كل عين تراك تنطفـــــــــــيء ,
أنهض هادئآ صاحب الجلالة )) وبهذا يتضح أن ما يسمى بـ ( لعنة الفراعنة ) ليس الا تسخير الجن
لحراسة هذه الجثث والكنوز بواسطة استخدام فنون السحر القوية جدآ , وأن هذا الجن الذي توارث
هذا العمل عن آبائه وأجداده لا يدع أحدآ يقترب من هذه المناطق الا وقد تعرض له بالأذى
ان لفظ الأغماء والهلوسة وانفصام الشخصية , الذي استخدمه الأطباء في التعبير
عن كل من أصيب من جراء اكتشاف قبور الفراعنة هو في الحقيقة ليس الا حالة من حالات مـــس
الجــن للآنس
ولأتمام الفائدة مـــــــن
الموضوع أرجوا أن تسمحوا لي بسرد تفاصيل الكوارث والمصائب التي حلت بمن أشترك بالتنقيب
أو حفر أو دخول الأهرام والمقابر الفرعونية :ـ
حيث يعقب ( أنيس منصور ) قائلآ :ـ ان خرتشوف تلقى برقية تحذره من دخول الهـــرم
ولم يدخل الهرم لهذا السبب في آخر لحظة لقد احتار العلماء في تفسير هذه الظاهرة العجيبـــة ,
وسوف تظل كذلك الى أن نعرف لها تفسيرآ علميآ أو أكثر من تفسير علمي
اضافة الى ما ذكر من القصص هناك قصة الانجليزي ( بول بريتون ) الذي حبس نفسه
في غرفة الملك خوفو ليلة كاملة , وفي الصباح روى للعالم أنه رأى أشباحآ , وأنه رأى جنــازة
هائلة وكان هو الميت , وأن الذي رآه وسمعه وأحس به , يشبه تمامآ من يتعاطى عقاقيــــــــــر
الهلوسة وكادت أنفاسه تختنق حتى الموت
وكذلك قصة الانجليزي ( ايمري ) الذي كان يشرف على عمال الحفر في قرية سقـــارة
يوم 10 مارس عام 1971 , وفجأة صرخ الرجل وراح يموء كالهرة ثم ينبح كالكلب , ثم يعـوي
كالذئب , وظلت زوجته بجواره في المستشفى الى أن مات يوم 11 مارس في اليوم اللتالي 0
وهناك قصة العالم ( يوهاتس ومتيش ) الذي نقل مئات النقوش من على الجــــــــدران
وحاول فهمها وتفسيرها , ولكنه أصيب بحالة هذيان مستمر , وشخص الأطباء النفسيين حالته
بأنه نوع من انفصام الشخصية
وقصة العالم الفرنسي ( شامبليون ) الذي استطاع أن يفك رموز حجر رشيد , فقـــد
أصيب بعد عودته الى بلده بالشلل وبعد ذلك بالهذيان التام والاغماء ( الصرع ) 0
وان كان ما يسمى بـ ( لعنة الفراعنة ) قد برز في عصرنا هذا ففي الحقيقة قــــــد
تحدث الأقدمون عن شيء نحو هذا فقد ذكر شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري المتوفي
سنة 733 هـ أي منذ مايقارب السبعمائة عامآ في كتابه ( نهاية الارب في فنون الأدب ) ذكـــــر
عن خبر بناء الأهرام وشيء من عجائبها الشيء الكثير والعجب العجاب 0 وقال :ـ
ومن عجائب أخبارها أن المأمون لما فتح الهرم أقام الناس سنين يقصدونه ويدخلون فيـــــــــــه
وينزلون الزلاقة التي فيه , فمنهم من يسلم ومنهم من يهلك وأن جماعة من الأحداث اهتمـــوا
وكانوا عشرين رجلآ على أن يدخلوا الهرم ولا يبرحوا منه حتى يقفوا على منتهى أمره فأخذوا
معهم الطعام والشراب وما يكفيهم لشهرين وأخذوا السلك والحبال والشمع والوقيد والفئوس
والقفاف ودخلوا الهرم ونزل أكثرهم في الزلاقة الأولى والثانية ومضوا في أرض الهرم فرأوا
فيه خفافيش بقدر العقبان تضرب وجوههم , فانتهوا الى لصب في حائط تخرج منه ريح باردة
لا تفتر , فذهبوا ليدخلوا فانطفأت سرجهم فجعلوها في زجاج وذهبوا ليدخلوا فكاد اللصــــــــب
ينطبق عليهم فهابوه فقال أحدهم : اربطوا وسطي بحبل وأنا أدخل فاذا كاد اللصب ينطبــــــــــق
فجروني اليكم وكان على باب اللصب باب أجرنه فارغه , فعلموا أن أجساد موتاهم داخل ذلـك
اللصب , فربطوه بالحبل فلما تفحم اللصب انطبق عليه فجره أصحابه فلم يقدروا على نزعـــــه
وسمعوا عظامه تتكسر , وسمعوا صيحة هائلة فسقطوا على وجوههم لا يعقلون فلما أفاقــــوا
طلبوا الخروج فأخرجهم أصحابهم بشدة وسقط بعضهم في وقت صعودهم من الزلاقة 0 فخرجوا
من الهرم وجلسوا في الهرم متعجبين فانهم كذلك اذ أخرجت لهم الأرض صاحبهم يتكلم بكلام
كاهني , فسره لهم بعض أصحاب الأديره بالصعيد :ـ
(( هذا جزاء من يطلب ما ليس له )) ثم سقط ميتآ
وذكر أن قومآ دخلوا الهرم وانتهوا الى أسفله وطوفوه فعرض لهم مثل الطريق فساروا
فيه فوجدوا قبة تحتها كالمطهرة يقطر فيها ماء فينش ثم يغيض ولم يدروا ماهو ووجدوا موضعآ
كالمجلس المربع حيطانه كلها بحجارة ملونة عجيبة , فقلع أحدهم منها حجرآ وجعله في كمــــه
فأنسدت أذناه من الريح ولم تزل تصر وهو معه
ووجدوا مكانآ كالفوارة العظيمة فيها ذهب مضروب كثير الدينار زهاء مائة مثقال فأخذوا
منه شيئآ فلم يستطيعوا أن يتحركوا حتى تركوه من بين أيديهم
وحكي أن قومآ في زمان أحمد بن طولون دخلوا الهرم فوجدوا في طاق أحد بيوتـــــــــــه
أستندانه زجاجآ ثخينة فأخذوها وخرجوا , ففقدوا رجلآ منهم فدخلوا في طلبه , اذ خرج عليهـــم
عريانآ وهو يضحك ويقول لا تتعبوا في طلبي ورجع هاربآ الى أن دخل , فعلموا أن الجن أستهوته وشاع أمرهم فأخذوا الأستندانة ومنع الناس من الدخول الى الهرم
وحكي أن رجلآ دخل بأمرأة ليفجر بها في الهرم فصرعا جميعآ ولم يزالا مجنونيـــــــــــــن
دمشهورين حتى ماتا
وحي أن قومآ دخلوا الهرم ومعهم من يريدون أن يعبثوا به فلما هموا بذلك خرج عليهـــم
غلام أسود أمرد في يده عصا فأخذ في ضربهم فخرجوا هاربين وتركوا ماكان معهم من طعـــــــام
وشراب وبعض ثيابهم
وذكر من الأخبار الكثيرة والعجيبة في بناء الأهرام وأخبار السحرة مع الملوك مما يطول
ذكره والقصص كثيرة , وقد بلغ من كثرتها حد التواتر , مما جعل البعض يعتقد أن هنـــــاك
لعنة ملازمة للجثث , تصيب كل من شارك في البحث والتنقيب عن الجثث أو الآثار أو الكنـــــوز
الفرعونيـــة , وهذا الأعتقاد باطل
أخواني شكرآ لتحملكم عناء القراءة والمتابعة مع دعائي الخالص لكم بالموفقية
والصحة والعافية ودمتم في أمان الله وحفظه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
...............................................
.........................................................